responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطارح الأنظار نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 190


لا يقضي بالفردية سلمنا كون التنوين للتنكير لكنه لا ينافي الحصر أيضا فإن القائل بوضع اسم الجنس للفرد المنتشر لا يمنع من الحصر كما هو ظاهر وصرّح المحقق الشريف بإمكان استفادة الحصر على القولين وبالجملة لا بد من ملاحظة ما وقع في جانب المحمول على الوجه الذي أشرنا إليه عند إرادة الحصر ولا نفرق في ذلك كون المحمول هو الصّفة أو الفرد المنتشر فتدبر الثاني أن المعرف إذا وقع محكوما عليه ولم ينحصر في المحكوم به لزم الإخبار بالخاص على العام والتالي باطل أما الملازمة فظاهرة إذ المفروض فيما لم يفد الحصر هو الأعمية وعدم اختصاص الوصف المحكوم به وأما بطلان التالي فلأن ما ثبت للشيء ثبت لجميع جزئياته وفيه أولا أن ذلك لا مدخل له في التعريف والمقصود في المقام استفادة الحصر منه وثانيا أن ذلك يتم فيما إذا أريد من الحمل بيان اتحاد المحمول بحسب المفهوم لما جعل موضوعا والحمل لا يستدعي ذلك لا يقال فحمل العبارة في جعل العام محمولا كما في القضايا المتعارفة ولو قدم وأريد منه المعنى المذكور فلا بد من القول بأنه خبر مقدم لأنا نقول قد عرفت فيما تقدم صحة ذلك بدون اعتبار التقديم كما في الأسد هذا لمن عرف الأسد ولم يشاهده ولا سبيل إلى جعله للعهد كما لا يخفى لا يقال إن ذلك خلاف الظاهر لأنا نقول الكلام إنما هو في بيان وجه الظهور ولا سبيل إليه ولذلك عدل المحقق الشريف في الخبر المعرف إلى وجه آخر وهو أن المقصود بالحمل عند تعريف المحمول باللام لو كان مجرد الاتحاد في الوجود يصاغ التعريف لاستفادته من الخبر المنكر أيضا فالعدول منه إليه دليل على أن المقصود الاتحاد في الحقيقة والمفهوم ولو ادعاء وهو بظاهره أيضا فاسد لأن العدول لا يتحقق من تركيب إلى تركيب لأجل إفادة أمر إلَّا بعد فرض دلالة التركيب الثاني على ذلك الأمر بخلاف التركيب الأول والمفروض انتفاء الدلالة في المقام اللَّهم إلا بالقول بأن التعريف يلازم قرينة تفيد ذلك وهو أيضا إحالة على المجهول كما لا يخفى وقد يتمسك في المقام بما ذكره الشيخ على ما نسب إليهما في مثل قولك الأسد زيد من أن المراد اتحاد الجنس مع الفرد مبالغة في كماله في الفردية يعني هل سمعت بالأسد وتعرف حقيقته فزيد هو هو بعينه وهو الحصر بل أعلى منه لأن قضية الحصر ليس إلا انحصار المسند إليه في المسند وهذا يفيد التساوي وعدم تجاوز المسند منه أيضا فإن أرادوا التمسك بقولهم من حيث إنهم من أئمة اللغة فله وجه على تقدير الاكتفاء بأمثاله في مثل المقام وإلا فإن أريد استفادة المعنى المذكور من قولك الأسد زيد بمقايسة العبارة المذكورة فهو مما لا سبيل لنا إليه إذ الكلام إنما هو في وجه ذلك بحسب قواعد اللغة وظهور قولك هل سمعت بالأسد وتعرف حقيقته في التساوي والحمل الذاتي لا يقضي بالظهور في محل النزاع ثم اعلم أن المقصود في المقام إنما هو بيان أن تعريف المسند إليه يفيد الحصر حتى إذا وردت رواية مشتملة على ذلك يحكم بعدم تجاوز المسند إليه عن المسند كما في قولك الأئمة من قريش وهذا كما ترى إنما يفيد فيما إذا لم يعلم أخصية المسند إليه من المسند وأما إذا علم فليس ذلك من الحصر الحقيقي قطعا بل الحصر فيه ادعائي وأغلب ما يذكر في المقام من كلمات البيانيّين إنما يلائم الحصر الادّعائي كما لعله ظاهر والمقصود الأول لكنه نجده من العرف إجمالا ولم نحصّله تفصيلا احتج الخصم بأنه لو أفاد الحصر كان تعريف المسند أيضا مفيدا له والتالي باطل أما الملازمة فلاتحاد الوجه فيهما ولأنه لو لم يفد لزم استناده إلى الهيئة لاتحاد المادة وهو غير معهود إذ لم يعهد تأثير الهيئة في اختلاف معنى المادة بحسب اللغة والجواب تارة بالالتزام إذ لا دليل على بطلان التالي بل قد عرفت أن جملة من كلمات أهل البيان إنما هو فيه وأخرى بإبداء الفارق بأن الوصف إذا وقع محكوما عليه كان معناه الذات بالوصف العنواني وإذا وقع محكوما كان معناه ذات موصوفة به وهو عارض للأول والاتحاد مع الذات الموصوفة يقتضي الحصر بخلاف الاتحاد مع عارض له فإنه لا ينافي مشاركة معروض آخر له فيه وحيث إن الفرق المذكور ما لا يرتضيه من يرى الحصر عند تعريف المسند أيضا كالتفتازاني فاعترض عليه بأن ما ذكر إنما يتجه في الوصف المنكر دون المعرّف فإن معناه الذات الموصوفة والظاهر أنه أراد بذلك الإشارة إلى ما تقدم نقله منه في الدليل الأول من الفرق بين المحمول المعرف والمنكر من اقتضاء الأول الحصر دون الثاني وحمله بعض الناظرين في كلامه على أنه إذا كان المحمول معرفا فيراد منه الذات وإذا كان منكرا يراد منه المفهوم فأورد عليه بأن هذا إنما يراد إذا كانت اللام موصولة وأما إذا كانت للتعريف فلا فرق بين حمل المعرف بها وحمل المنكر في كون المحمول فيهما المفهوم دون الذات وأنت خبير بأن ذلك مما لا مساس له بكلامه إذ لم يظهر من كلامه الفرق المذكور كيف وذلك لا يجدي في دفع الجواب وأن اعتبار الذات في المحمول أو المفهوم مما لا دخل له بالجواب المذكور كما هو ظاهر مضافا إلى أن ما ذكره من التزام أخذ الذات في المحمول إذا كان اللام للموصول فهو مناف لما قد اشتهر عندهم من أن المعتبر في المحمول هو المفهوم دون الذات مطلقا ولبعض الأجلة في المقام كلمات لا تخلو عن مناقشة يظهر بعضها مما ذكرنا فراجعه ثم إنا في غنية عن التعريض لتعريف المسند أيضا كما قسمه البعض في المقام كما أنه يظهر الوجه في إفادة الحصر من قولك صديقي زيد ونحوه من كل تركيب يقدم فيه ما حقه التأخير ولعل الكل بواسطة أمر خارج عن الوضع والموضوع وقد تقدم ما يغني عن الإطالة فتدبّر جدا واللَّه الهادي إلى سواء السّبيل هداية الحق كما عليه أهل الحق وجماعة من مخالفينا أنه لا مفهوم في اللقب والمراد منه ما يجعل أحد أركان

190

نام کتاب : مطارح الأنظار نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست