responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطارح الأنظار نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 189


ذكروه في تعريف المسند إليه فكيف كان فاختلفوا في ذلك فالأكثر على الإفادة وذهب بعضهم إلى عدمها والقائلون بالإفادة بين من صرّح بأن ذلك بواسطة المقام وليس كاشف لفظي كما نقله البعض عن إمام الحرمين وهو الظاهر من كل من تمسك في المقام بأن العدول عن الترتيب الطبيعي إلى خلافه يحتاج إلى نكتة وبين من يرى ذلك بواسطة اللفظ واحتج الأولون بعد ظهور إجماع البيانيين كما يظهر من إرسالهم ذلك إرسال المسلمات والتبادر على ما يساعد عليه العرف بوجوه أقواها أمران أحدهما ما ذكره التفتازاني في المسند المعرف لكنه جار في المقام أيضا وحاصله أن اللام في مثل قولك الأمير زيد إن حملت على الاستغراق فأمره ظاهر وإن حملت على الجنس فهو يفيد أن جنس الأمير وماهيته يتحد مع زيد كما هو قضية الحمل وهو المطلوب أو يجب حينئذ أن لا يصدق جنس الأمير إلا حيث يصدق زيد وهو معنى القصر أورد على نفسه سؤالا في الخبر المعرف وحاصله النقض بالخبر المنكر كما في القضايا المتعارفة وأجاب عنه بأن المحمول فيها مفهوم الفرد ثم تنظر فيه وبيّنه بأن اعتبار مفهوم الفرد خارج عن طريق الحمل وهو كذلك لأن الفردية أمر منتزع من حمل الماهية الإنسانية على زيد مثلا فكيف يمكن اعتبارها في المحمول مع أن اعتبار مفهوم الفرد يوجب التسلسل فإنه أيضا كلي فالحق أن المحمول هو نفس مفهوم الإنسان ومفاد القضية الحملية هو أن زيدا وجود الإنسان في الخارج بمعنى أن هذا المفهوم الذي في الذهن موجود علمي في الخارج زيد وبهذا الاعتبار ينتزع الفردية من زيد والكلية من الإنسان وتحقيق المقام وتوضيحه أن يقال الماهية الواقعة في مقام المحمول أو الموضوع تارة يمكن اعتبارها على وجه يستفاد من حملها أو وضعها الحصر كما إذا اعتبرت على ما هي معتبرة في الحمل الذاتي الأولي كقولك الإنسان بشر فيما إذا أريد بيان اتحاد المعنى دون التساوي في الصّدق وأخرى يمكن اعتبارها على وجه لا يستفاد منها الحصر سواء كانت موضوعا كما إذا قيل لمن سمع الأسد ولم يشاهد فردا من أفراده الأسد هذا أو محمولا معرفا كقولك في المقام المذكور هذا الأسد أو منكر كما في جميع القضايا المتعارفة أو كانت متعلقة للأمر كما إذا قيل أكرم الرجل حيث لا عهد وبعبارة ثانية أن مفاد الحمل هو الاتحاد المفهومي في الأول والخارجي مع بقاء اختلاف المفهومين في الثاني ولم يظهر لنا اختلاف المفهومين على وجه لو كان اللفظ موضوعا لأحدهما لم يمكن استكشاف الآخر منه إلا وجه المجاز بل الظاهر أن هذا الاختلاف بواسطة اختلاف الأحكام الواردة على الماهية وإنما اللفظ موضوع لنفس الماهية التي هي هي والمقامين كما يظهر بملاحظة الأمثلة المتقدمة فالمستدل إن أراد تعيين أحد الوجهين من اللفظ مع قطع النظر عما يفيد ذلك من المقام والحكم ونحوهما ففيه أن ذلك تحكم صرف ولا سبيل إلى دعوى ظهور الحمل في الحمل الذاتي إذ لو لم نقل بظهوره في المتعارفي فلا أقل من التساوي وإن أراد أن تعيين ذلك إنما هو بواسطة التعريف باللام حيث إنها وضعت للإشارة إلى نفس الماهية من حيث إنها معهودة ففيه أن مجرد التعريف لا يقضي بذلك كما يظهر بملاحظة ما إذا وقع علم الجنس محمولا كقولك زيد أسامة فإن قلت التعريف في العلم الجنس على تقدير كونه تعريفا معنويّا كما يراه البعض لا تعريفا لفظيا كما يراه نجم الأئمة وبعض آخر ليس بالإشارة بخلاف التعريف في المعرف باللام فإن أداة التعريف يشار بها إلى نفس الحقيقة ومن المعلوم أنه إذا فرض اتحاد نفس الحقيقة مع شيء يلزمه القصر كما هو المفروض في الدليل قلت اتحاد نفس الحقيقة قد عرفت عدم اقتضائه الحمل الذاتي بل هو أعم منه ومن المتعارفي والمطلوب الأول لا يقال إنهم ذكروا أنّ اللام لتعريف الجنس وهذه الجهة إنما تلحق الماهية من حيث عمومها وكليتها وكذلك لا يسري الحكم بالجنسية إلى أفرادها ضرورة اختلاف اعتبار الماهية على وجه ينتزع منه الجنسية واعتبارها فيما إذا كان محمولا لمصاديقها وإذا فرض اتحاد شيء مع الماهية بالاعتبار الأول فلازمه القصر لأنا نقول ذلك وهم باطل أما أولا فلأن الجنس في قولهم إنما هو عنوان لنفس الماهية كما يشعر بذلك تعبير غير واحد بلفظ الماهية والحقيقة وأشباهها وأما ثانيا فلأن المقصود في مقام الحصر ليس دعوى اتحاد الشيء مع الماهية الملحوظة بهذه الملاحظة فإنها في هذه المرتبة ليست إلا أمرا اعتباريا ومعقولا ثانويا كما هو ظاهر جدّا وزعم بعض الأجلة أن الوجه في التبادر المدعى في المقام هو أنه قد أخذت حقيقة الرجل في قولك أنت الرجل وزيد الأمير مثلا مقيدة باعتبار الخارج فاعتبرت من حيث تمام تحققها فيه بقرينة الإشارة إليها باللام فإن الإشارة تستدعي تعين المشار إليه ولا تعين للماهية الخارجية عند عدم العهد إلا بهذا الاعتبار وبني على ذلك في الرد على ما ذكره التفتازاني من ظهور الحصر بناء على حمل اللام على الاستغراق أقول بعد تسليم أخذ الطبيعة خارجية حيث إنه لم نقف على ما يكشف عن ذلك مع قطع النظر عن الأحكام الواردة على الطبيعة لا وجه لما أفاده إلى آخره فإن أخذ الطبيعة مقيدة باعتبار الخارج إما على وجه الاستغراق وهو لا يقول به أو العهد الخارجي أو الذهني وشيء منهما لا يقضي بما ذكره كما لا يخفى ولا نعقل اعتبار الماهية الخارجية عدا ما ذكرنا وبالجملة فبأن وجه الإفادة كما هو المتبادر بحسب القواعد اللفظية المقررة في غاية الإشكال وما توهّمه بعض المعاصرين في دفع ما أورده التفتازاني من النظر من قوله إن أراد بالمفهوم معنى حاق اللفظ بدون ملاحظة ما تعتوره من اللواحق كالتنوين واللام ونحوهما فلا نسلم اعتباره في المفهوم وإن أراد به مفهومه مع ملاحظة ما لحقه من التنوين فاعتباره مسلَّم لكن الفرق ظاهر حيث إن المحمول على التعريف هو نفس الطبيعة بخلافه على التنكير فهو مما لا ينبغي أن يصغى إليه ضرورة أن التنوين اللاحق لاسم الجنس ليس في الأغلب إلا تنوين التمكن وهو

189

نام کتاب : مطارح الأنظار نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست