به وإن لم يتميز انفعاله هذا ولكن الأقوى ضعف هذا القول لضعف مبناه بفساد الأمرين معا اما الأول فبمنع كون التلون دائما من جهة انتشار المتلون في المتلون به بل لعل هذا إلى قول أصحاب الفشو والنفوذ الذي ثبت فساده أقرب : ويمكن أن يكون التلون من جهة صيرورة المتلون به مستعدا لإفاضة لون حادث عليه بواسطة مجاورته مع المتلون كما يشاهد في المقابلة مع الشمس فإنها تسود بدن الإنسان وتبيض لباسه وليس السواد في بدنه ولا البياض في لباسه إلا أثرا حادثا من حدثه عند تحقق علته المعدة لإفاضته وهي المقابلة مع الشمس وهذا أمر معقول لم يقم برهان على استحالته مع قيام البرهان على وقوعه وأما الثاني فبمنع كون الانتشار منشأ لتغير الماء إذا كان لونه موافقا مع لون النجس المنتشر فيه إذ التغير عبارة عن حدوث صفة في المتغير بعد إن لم يكن متصفا بها ولا شبهة في ان هذا الماء المختلط بالاجزاء المنتشرة من النجس لم يحدث فيه صفة النجس ولا يرى بوصفه بواسطة إحاطة سطح واحد عليه وعلى النجس وإن كان عدم حدوثه بواسطة توافق لونه مع لون النجس ومع عدم وصف التغير فيه فعلا لا بد في الحكم بانفعاله إلى التقدير اللهم إلا أن يوجب الاختلاط أشدية الماء في صفته بان كان ذا حمرة فيصير بالاختلاط أشد حمرة ولا إشكال في أن هذا تغيير فعلى لا تقديري ثم انه قد يستدل لإثبات الانفعال في الصورة الأخيرة بوجوه أخرى منها ان الجسم الملون الطاهر الواقع في الماء لو لم يوجب ضعفه وسرعة تأثره في الانفعال عن ملاقاة النجاسة لا يوجب قوته في الا انفعال عنها أيضا قطعا فهو لا يقتضي منع النجاسة عن التأثير إن لم يوجب تأكدها فيه فالمقتضي موجود والمانع لا يصلح مانعا الا عن التغيير لا عن الانفعال فيحكم بنجاسته ولا يخفى ان مرجع هذا الاستدلال إلى الالتزام بكون المنجس هو اختلاط الماء مع مقدار من النجس وأخذ التغيير طريقا إلى كم النّجاسة فهو إعادة لما سبق فيرد عليه ما سبق وإلا فمع فرض كون التغيير موضوعيا وانه المناط في الانفعال وتمام السبب له كيف يقال بحصول الانفعال مع عدم حصول التغير ومنها ان الحكم وان أنيط بالتغير بحسب ظواهر الأدلة إلا أن العرف يساعد

26