نام کتاب : مصباح الهدى في شرح عروة الوثقى نویسنده : الشيخ محمد تقي الآملي جلد : 1 صفحه : 23
عدم الفعلية من ناحية المانع عنها في الماء حيث يقول لو وافقت النجاسة الجاري في الصفات فالوجه عندي الحكم بنجاسته إن كان يتغير بمثلها على تقدير المخالفة وإلا فلا انتهى الثانية ما إذا كان عدم التغيير مستندا إلى عدم المقتضى للتغيير في النجاسة أيضا لكن لا لأجل ذاته بل لما طرء عليه مثل ما إذا صارت العذرة يابسة وزالت ريحها لأجل ذلك بحيث لو كانت رطبة صاحبة الريح لتغير الماء بريحها والتقدير في هذه الصورة أخفى من الصورة الأولى إلا أنه لا تفاوت بينهما في الحكم الثالثة ما إذا كان عدم التغيير مستندا إلى وجود مانع عنه في النجاسة كما إذا اختلط النجس بماله رائحة توقع في الماء حيث انه لو لا اختلاطه به لتغير الماء برائحة النجس والتقدير في هذه الصورة أخفى من الصورة الثانية إلا أنه ينبغي الحكم فيها أيضا بعدم الانفعال الرابعة ما إذا كان عدم التغيير مستندا إلى وجود مانع عنه في الماء سواء كان المانع وصفا ذاتيا للماء كماء الزاج والكبريت أو طارئا عليه كما إذا اختلط بلون أحمر طاهر ثم وقع فيه الدم الأحمر بحيث لو لا اتصافه بالحمرة لتغير عن الدم - وينبغي أن يجعل هذه الصورة محل الكلام وجملة القول فيها انه اما يقال بكون العبرة في انفعال الماء هو حدوث وصف النجاسة فيه وأخذ التغير موضوعيا كما هو الظاهر من الاخبار أو يقال بكون العبرة بوقوع مقدار معين من النجاسة عليه المحدد بما يكون مغيرا بحيث يكون التغيير مأخوذا على وجه الطريقية باعتبار كشفه عن تحقق المقدار المتحدد فيكون العبرة بوقوع نفس هذا المقدار ولو لم يتغير ولازم الأول هو القول بعدم الانفعال في جميع الصور المتقدمة حتى الصورة الأخيرة ولازم الثاني كفاية التقدير في الصورة الأخيرة بل في الصورة الثالثة أيضا لكن التحقيق هو الأول لأن الظاهر من الدليل هو مدخلية وصف التغيير الظاهر في كونه بما هو تغير دخيلا على وجه الموضوعية لا باعتبار كشفه عن تحقق مقدار محدود موجب للانفعال وربما يستدل لإثبات أخذ التغير على وجه الطريقية بوجهين أحدهما قوله عليه السلام كلما غلب لون النجس على الماء فلا تتوضأ منه وقد قيل في تقريب الاستدلال به أنه عليه السلام جعل منشأ النجاسة غلبة لون النجس على الماء مع ان المناسبة لا تكون الا بين الماء ونفس النجس فيستظهر من هذا ان ذكر اللون طريق إلى استكشاف غلبة النجس نفسه على الماء فالملاك في نجاسة الماء هو تلك الغلبة وإن لم تستعقب تغير الماء فعلا والذي يؤيد ذلك هو التعبير بالماء نفسه في قوله عليه السلام كلما
23
نام کتاب : مصباح الهدى في شرح عروة الوثقى نویسنده : الشيخ محمد تقي الآملي جلد : 1 صفحه : 23