responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 594


غيره في هذه الخصوصية لا يستلزم كونه أشد منه في جميع الجهات .
نعم قد يكون بعض أفراد الكذب أشد من شرب الخمر والزناء ، كالكذب على الله وعلى رسوله ، وكالكذب لقتل النفس المحترمة ولإثارة الفتنة ونحوها ، ولا مضايقة في جعله حينئذ من الكبائر .
ومنها : ما عن العسكري ( عليه السلام ) فإنه قال : جعلت الخبائث كلها في بيت وجعل مفتاحها الكذب [1] ، بدعوى أن ما يكون مفتاحا للخبائث كلها لا بد وأن يكون كبيرة .
وفيه أولا : أن الرواية ضعيفة السند .
وثانيا : لا ملازمة بين كون الشئ مفتاحا للخبائث وبين كونه معصية فضلا عن كونه من الكبائر ، فإنه قد يكون الشئ غير محرم ومع ذلك يكون مفتاحا للحرام ، كالشبهات ومقدمات الحرام ، وعليه فشأن هذه الرواية شأن الروايات الآمرة بالاجتناب عن الشبهات ، فهي غير دالة على حرمة الكذب فضلا عن كونه من الكبائر .
قوله : ويمكن الاستدلال على كونه من الكبائر بقوله تعالى : إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله [2] .
أقول : وجه الدلالة أنه تعالى جعل الكاذب غير مؤمن بآيات الله كافرا بها .
وفيه : أن الآية وإن كانت ظاهرة الدلالة على كون الكذب المذكور فيها من الكبائر ، ولكن الظاهر من ملاحظة الآية وما قبلها أن المراد بالكاذبين في الآية الشريفة هم الذين يفترون على الله وعلى رسوله في آيات الله ،



[1] الدرة الباهرة : 43 ، عنه المستدرك 9 : 85 .
[2] النمل : 107 .

594

نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 594
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست