responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الفقاهة في المعاملات - المكاسب المحرمة ( موسوعة الإمام الخوئي ) نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 704


والقصور ، والجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض ، وهذه المرتبة أرقى من المرتبة الثانية . وقد أشار إلى هذا بقوله تعالى : ( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ) [1] وبقوله تعالى : ( وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً ) [2] . وقد ورد في كثير من الأدعية كدعاء أبي حمزة الثمالي وغيره تعليل الإيمان بالله والعبادة له بالخوف والخشية والطمع ، وهذا واضح لا غبار عليه .
وقد تكون الغاية من العبادة هي التقرّب إلى الله ، وتحصيل رضاه ، من غير أن يقترن بها غرض آخر من الأغراض الدنيوية أو الأُخروية ، وهذه المرتبة أرقى من المرتبة الثانية والثالثة ، وهي مختصّة بالعارفين بالله والسالكين إليه ، ولا ينالها إلاّ القليل من الموحّدين ، كسلمان والمقداد وأبي ذرّ وفريق من الأكابر .
وقد اتّضح ممّا ذكرنا أنّ الغرض من العبادة في هذه الدرجات الثلاث الأخيرة هو انتفاع العبد ، حتّى في الدرجة الأخيرة - أعني المرتبة الرابعة - فإنّ مآل تحصيل رضى الله والتقرّب إليه هو صيرورة العبد محبوباً لدى الله ، لكي يجيب دعوته ويدفع شدّته ويقضي حوائجه .
وعلى هذه المناهج المذكورة في السير إلى الله والتوجّه إلى رحمته وغفرانه والفوز بنعمه ورضوانه لا تخلو عبادة إلاّ وقد قصد العبد فيها أن يصل إليه نفع من المنافع حسب اختلافها باختلاف الأغراض ، وقد عرفتها . نعم الدرجة الأُولى - وهي عبادة الأئمّة - خالية عن هذا القصد ، ولكنّها مختصّة بهم ( عليهم السلام ) .
وقد انجلى أنّ رجوع شيء من دواعي العبادة لغير الله لا ينافي الإخلاص فيها والتقرّب إلى الله بها .



[1] الأعراف 7 : 56 .
[2] الأنبياء 21 : 90 .

704

نام کتاب : مصباح الفقاهة في المعاملات - المكاسب المحرمة ( موسوعة الإمام الخوئي ) نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 704
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست