responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الفقاهة في المعاملات - المكاسب المحرمة ( موسوعة الإمام الخوئي ) نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 703


يأتي بالعبادة بجميع مقدماتها ومقارناتها ومؤخّراتها ودواعيها خالصة لوجه الله الكريم ، وطلباً لرضاه ، وكونه أهلا للعبادة والإطاعة ، بل يقصد غالب الناس في عباداتهم الجهات الراجعة إليهم من المنافع الدنيوية والأُخروية ، ولا تنافي هذه الدواعي الراجعة إليه عبادية العبادة ، إلاّ إذا دلّ دليل على إبطال بعضها للعبادة كما في الرياء ، فقد ورد في الأخبار المتظافرة أنّ الرياء لا يدخل عملا إلاّ وأفسده [1] .
وتوضيح الجواب إجمالا : أنّ الغاية القصوى من العبادة قد تكون هي الله فقط ، من دون أن يشوبها غرض آخر من الأغراض الدنيوية أو الجهات الأُخروية ، وضروري أنّ هذا النمط من الامتثال منحصر في الأئمّة الطاهرين ( عليهم السلام ) والأنبياء المرسلين ( صلوات الله عليهم ) . فقد قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنّتك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك » [2] .
وقد تكون الغاية من العبادة هي الله ، ولكن بداعي التملّق والخضوع لحفظ الجهات الدنيوية ، بأن يجعلها العبد وسيلة لازدياد النعمة والعزّة ، وسبباً لارتفاع الشأن والمنزلة ، وترساً لدفع النقمة والهلكة . وقد أُشير إلى هذا في الكتاب بقوله تعالى : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) [3] .
وقد تكون الغاية من العبادة هي الله بداعي الخشية من غضبه ، والخوف من ناره التي أُعدّت للعاصين ، وبداعي التعرّض لرحمته الواسعة ، والوصول إلى الحور



[1] راجع الوسائل 1 : 70 / أبواب مقدّمة العبادات ب 12 ، والمستدرك 1 : 109 / أبواب مقدّمة العبادات ب 12 .
[2] راجع مرآة العقول 8 : 89 ، والبحار 67 : 234 .
[3] إبراهيم 14 : 7 .

703

نام کتاب : مصباح الفقاهة في المعاملات - المكاسب المحرمة ( موسوعة الإمام الخوئي ) نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 703
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست