نام کتاب : مشارق الأحكام نویسنده : ملا محمد النراقي جلد : 1 صفحه : 491
إسم الكتاب : مشارق الأحكام ( عدد الصفحات : 510)
الحدثان [1] ، وأنّهم ليسوا أقلّ من الديكة التي تصرخ في أوقات الصلاة وفي أواخر الليل ، لسماعها صوت تسبيح ديك السماء الذي هو من الملائكة ، وآخر تسبيحه في الليل بعد طلوع الفجر : ربّنا الرحمن لا إله غيره » إلى غير ذلك ، سيما مع تضمّن بعض أخبار الرقود قوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : إنّما نمتم بوادي الشيطان [2] ، وقد دلّ على أنّ منشأ نومهم تسلَّط الشيطان ، وهو تعالى عنه علوّا كبيرا . مخدوش جدّا ، لمنع كون رقوده قدحا فيه ، بل قال بعض المحقّقين هو رحمة للأمّة ، كما ورد في بعض هذه الأخبار ، لئلَّا يعيّر العباد بعضهم بعضا ، نظير تزويجه لزينب في قوله تعالى * ( زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ ) * [3] . وبالجملة : إنامته سبحانه له لا يوجب قدحا فيه ، سيما إذا كانت لمصلحة وطرف المصلحة كثيرة لا يحصيها ، وعدم علمنا بها بعينها في المقام لا يبيح طرح الأخبار المعتبرة . والوجوه المذكورة غير متّجهة ، لأنّ غلبة النوم الطبيعي الغير الاختياري ليست من الأرجاس والقبائح ، ولا من العثار والخطل ، إذ لا تكليف معه ، فلا عصيان فلا قبح ولا رجس ، وهل هو إلَّا كحال عدم تشريع الصلاة . ولا ينافي رقوده بلوغهم أقصى مراتب الكمال وإلَّا كان اللازم تنزّههم عن مطلق النوم المانع عن العبادات والصلوات المندوبات ، ولا أفضليتهم ممّن عداهم في مشاركتهم إيّاهم في صفة طبيعية ، وقياس النوم بالسهو باطل .
[1] بصائر الدرجات 2 : 94 . [2] وسائل الشيعة 4 : 283 ، الباب 61 من أبواب المواقيت ، الرواية 5170 . [3] الأحزاب ( 33 ) : 33 .
491
نام کتاب : مشارق الأحكام نویسنده : ملا محمد النراقي جلد : 1 صفحه : 491