نام کتاب : مشارق الأحكام نویسنده : ملا محمد النراقي جلد : 1 صفحه : 492
ومنه كما قيل ظهور الفرق عند الأصحاب بينهما بردّهم أخبار السهو وعدم تجويزه الإمامية ، عدا ما في المحكيّ عن أبي علي الطبرسي عن بعضهم من تجويزه السهو والنسيان على الأنبياء في غير ما يؤدّونه عن اللَّه تعالى مطلقا ، ما لم يؤدّ ذلك إلى الإخلال بالعقل ، كما جوّزوا عليهم النوم والإغماء الذين هما من قبيل السهو ، ولم يردّ أحد أخبار النوم عن الصلاة ، وفي الذكرى لم أقف على رادّ لهذا الخبر من حيث توهّم القدح في العصمة ، بل عن صاحب رسالة نفي السهو وهو السيّد المرتضى التصريح بالفرق بين السهو والنوم ، بل ربما يظهر منه نفي ذلك كذلك بين الإمامية ، كما عن والد البهائي في بعض المسائل المنسوبة إليه أنّ الأصحاب تلقّوا أخبار نوم النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم عن الصلاة بالقبول . ولا يستلزم تبقّظ قلبه عدم إحساسه الوقت في النوم ولا استواء حالتي النوم واليقظة وعدم تغيّر شيء له ولو من جهة الإدراك ، وإن ورد فيه خبر ، فهو على معنى عدم تغيّر ما في عادة الناس من نوم قلوبهم واستيلاء الخيال الاضطراري عليها وغفلتها عن شؤون تلك النشأة ، فإنّ حالة النوم ولو للحجج المعصومين غير حالة اليقظة ، وإلَّا لم يسترح به البدن ، وليس هو مجرّد عدم إبصار المحسوسات وعدم سماع الأصوات اللذان يحصلان في اليقظة أيضا ، بغضّ العينين وسدّ الأذنين ، بل هو تعطيل النفس عن التصرفات البدنية والإدراكات الحسّية ، وفرقهم عن غيرهم في عدم تعطَّل نفوسهم القدسية عن تصرفاتها وعدم غفلتهم عن الأعمال القلبية والإدراكات العقلية دون غيرهم ، وهو معنى : ينام عينه ولا ينام قلبه . والالتفات إلى وقت الصلاة من المدركات الحسّية ، فلا ينافي عدم نوم قلبه عدم التفاته إليه ، وإن كان على خلاف عادتهم بمشيئته سبحانه . وما دلّ على شهود الملائكة معهم عند وقت كلّ صلاة غايته الدلالة عليه عند
492
نام کتاب : مشارق الأحكام نویسنده : ملا محمد النراقي جلد : 1 صفحه : 492