نام کتاب : مشارق الأحكام نویسنده : ملا محمد النراقي جلد : 1 صفحه : 187
التكليف من العقل والورع عن المعصية المانع عن الكذب ، وإلَّا فأصل العدالة كان منتفيا . والرابع بضعفه سندا ودلالة ، لعدم العلم بما هو المراد من المروّة فيه ، بل قيل : إنّ استعمال المروّة بالمعنى الذي ذكره الأصحاب غير معروف في كلامهم ، وحينئذ فالأظهر حمله على بعض المعاني المرويّة عنهم في تفسيرها . انتهى . قال والدي العلَّامة [1] : ورد تفسيرها في الأخبار بغير هذا المعنى ، ففي مرسلة الفقيه [2] عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « إنّ المروّة استصلاح المال » . وفي أخبار أخر [3] : إنّها إصلاح المعيشة . وفي ثالث [4] : إنّها ستّة ، ثلاثة في الحضر : تلاوة القرآن ، وعمارة المساجد ، واتّخاذ الإخوان ، ومثلها في السفر ، هي : بذل الزاد ، وحسن الخلق ، والمزاح في غير معاصي اللَّه سبحانه . وفي رابع [5] : إنّها أن يضع الرجل خوانه بفناء داره ، إلى غير ذلك . وليس في شيء من هذه المعاني المروية ما يوافق ما ذكره الأصحاب في معنى المروّة . انتهى . نعم ، روي في الموثّق [6] : « من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروّته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوته ، وحرمت غيبته » إلَّا أنّ غايته الدلالة على توافق العدالة وكمال المروة في حصولهما باجتناب تلك المعاصي الثلاث . فإن قلنا : بكونها جميعا من الكبائر ، فهي من تلك الجهة قادحة في العدالة ، وأين
[1] مستند الشيعة 2 : 629 . [2] وسائل الشيعة 11 : 436 ، الباب 49 من أبواب آداب السفر ، الرواية 15193 . [3] روضة الكافي : 241 ، معنى الشرف والمروة والعقل ، الحديث 331 . [4] وسائل الشيعة 11 : 320 ، الباب 49 ، الرواية 15184 . [5] نفس المصدر : الرواية 15196 . [6] نفس المصدر 8 : 116 ، الباب 11 من أبواب صلاة الجماعة ، الرواية 10772 .
187
نام کتاب : مشارق الأحكام نویسنده : ملا محمد النراقي جلد : 1 صفحه : 187