نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي جلد : 1 صفحه : 301
إسم الكتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام ( عدد الصفحات : 386)
« لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ » أي لترحموا بذلك فإن اتّباع أوامر القرآن والاتّعاظ به يوجب المرحمة . « واذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ » وهو عامّ في الأذكار من القراءة والدعاء والتسبيح والتهليل وغير ذلك ، ويحتمل أن يكون المراد أمر المأموم بالذكر سرّا إذا كان في صلاة لا يجهر فيها ، ورواه في التبيان عن زرارة عن أحدهما عليه السّلام [1] إذا كنت خلف إمام تأتم به فأنصت ، وسبّح في نفسك يعنى فيما لا يجهر به . وقيل : المراد اذكر نعمة ربّك بالتفكَّر في نفسك وقيل : أذكره في نفسك بصفاته العليا وأسمائه الحسنى ، ولعلّ في تخصيص اسم الربّ دون الإله وغيره تنبيها على أنّ سبب الذكر هو التربية والإنعام وليدلّ على الطمع والرجاء . « تَضَرُّعاً وخِيفَةً » يحتمل انتصابهما على الحالية من فاعل اذكر : أي متضرّعا وخائفا أو على نزع الخافض : أي بتضرّع وخوف ، والمراد التضرّع في الدعاء والخوف منه تعالى . والوجه في هذا القيد بعد القيد الأوّل أنّ كمال حال الإنسان إنّما يحصل بانكشاف أمرين : الأوّل : عزّة الربوبيّة ، وهو إنّما يتمّ الأوّل أعني قوله « اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ » . الثاني : مشاهدة ذلَّة العبوديّة ، وهو إنّما يكمل بقوله « تَضَرُّعاً وخِيفَةً » فالانتقال من الذكر : أي التضرّع يشبه الصعود ، وبهما يتمّ معراج الأرواح القدسيّة . فإن قيل : معرفة اللَّه تعالى يلزمها التضرّع والخوف . قلنا : ليس ذلك مطلقا ، إذ قد يستحكم في عقل الإنسان أنّ اللَّه تعالى لا يعاقب أحدا . إذ العقاب إيذاء ولا فائدة للَّه تعالى فيه فيحكم بأنّه لا يعذّب فلا يكمل
[1] التهذيب ج 3 ص 35 الرقم 127 والاستبصار ج 1 ص 428 الرقم 1651 والكافي ص 150 ج 1 والعياشي ج 2 ص 44 والمجمع ج 2 ص 515 .
301
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي جلد : 1 صفحه : 301