responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 300


قلت : ويؤيّد الرواية المذكورة ما رواه الشيخ أيضا في التهذيب في الصحيح عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام [1] قال : سألته عن الرجل يؤمّ القوم وأنت لا ترضى به في صلاة يجهر فيها بالقراءة . فقال : إذا سمعت كتاب اللَّه يتلى فأنصت له ، وساق الحديث إلى أن قال : إنّ عليّا عليه السّلام كان في صلاة الصبح فقرأ ابن الكواء وهو خلفه « ولَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ولَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ » فأنصت عليّ عليه السّلام تعظيما للقرآن حتّى فرغ من الآية . ثمّ عاد في قرائته ثمّ أعاد ابن الكواء الآية فأنصت عليّ عليه السّلام أيضا ثمّ قرء وأعاد ابن الكواء فأنصت عليّ عليه السّلام ثمّ قال : فاصبر إنّ وعد اللَّه حقّ ولا يستخفنّك الَّذين لا يوقنون ثمّ أتمّ السورة ثمّ ركع قال الشيخ في التهذيب : ألا ترى أنّ أمير المؤمنين مع كونه في الصلاة أنصت لقراءة القرآن ثمّ عاد إلى قرائته لنفسه وأتمّ الصلاة بها ، وظاهره أنّه لو كان في غير الصلاة فالإنصات أولى ويظهر منه القول بوجوب ترك القراءة على المأموم مع السماع ، وقد والأخبار صرّح به في كتبه الفقهيّة وتابعه في ذلك جماعة من الأصحاب مستدلَّين بظاهر الأمر في الآية الكريمة المعتبرة الإسناد الدالة على النهي عن القراءة مع السماع ، وما روي عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله إنّما جعل الإمام إماما ليأتمّ به فإذا كبّر كبّروا وإذا قرأ فأنصتوا [2] .
وفي كلّ من الأدلَّة نظر أمّا الآية فغير ظاهرة الدلالة على أنّ المراد بها إنصات المأموم بل يحتمل غيره احتمالا بيّنا على ما عرفت ، فسقطت الدلالة ، والأخبار الدالَّة على النهي عن القراءة مع السماع معارضة بمثلها ، ومن ثمّ ذهب إليه جماعة من الأصحاب إلى كراهة القراءة على ذلك التقدير جمعا بين الأخبار ، ولا يخلوا الجمع عن تكلَّف ، والحقّ أنّ المسئلة من المشكلات بسبب اختلاف الأخبار وأقوال الأصحاب وقد أوضحنا الحال في شرح الدروس .



[1] رواه في التهذيب ج 3 ص 35 الرقم 127 ، وروى شطرا منه في الاستبصار ج 1 ص 430 الرقم 1661 .
[2] قد عقد البخاري له بابا انظر فتح الباري ج 2 من ص 213 إلى 222 وسائر كتبهم .

300

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست