responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 302


التضرّع والخوف .
فإن قيل : الخوف إمّا خوف العقاب وهو مقام المذنبين أو خوف الجلال وهو مقام العارفين ، وهو ممتنع الزوال فمات كلّ من كان أعرف بجلال اللَّه كان هذا الخوف في قلبه أكمل .
قلنا : لأصحاب المكاشفات مقامين : مكاشفات الجلال ومكاشفات الجمال فإذا فإنّهم إذا كوشفوا بالجمال عاشوا ، وإذا كوشفوا بالجلال طاشوا ، والمراد بالخيفة إمّا خوف التقصير في الأعمال أو خوف الخاتمة بل خوف السابقة فإنّها علَّة الخاتمة ، ولذلك قال صلى اللَّه عليه وآله : جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة [1] أو المراد خوف مقابلة نعم اللَّه الَّتي لا حصر لها ولا عدّ بطاعاته الناقصة وأذكاره القاصرة .
« ودُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ » عطف على تضرّعا : أي ومتكلَّما كلاما فوق السرّ ودون الجهر فإنّه أدخل في الخشوع والإخلاص ، وذلك قد يكون واجبا إذا كان موجبا لترك الرياء أو تكون القراءة واجبة فإنّه حينئذ يجب إسماع النفس بحيث يخرج عن حديث النفس ولا يكون غالبا بحيث يخرج عن الحدّ ، والفقهاء وإن قالوا ذلك في صلاة الفريضة إلَّا أنّه يمكن جريانه في مطلق القراءة الواجبة بل مطلق القراءة والدعاء ، ويحتمل أن يكون عطفا على نفسك : أي وقعا دون الجهر من القول والمراد استحباب إخفات الذكر والدعاء والقراءة دون المقدار الواجب ليبعد عن الرياء فإنّ البعد عنه مطلوب كما قالوه في استحباب السرّ في التصدّق ونحوه ، وكذا الكلام في سائر العبادات فإنّ الإخلاص منها هو العمدة فكلَّما بعدت عن شبهة الرياء كانت أولى ، ولعلّ التصريح بالنفس هنا للدلالة على اعتبار القصد في الذكر وكونه بالقلب واللسان معا فلو عرى عن ملاحظة القلب لم يترتّب عليه الأثر المطلوب لأنّ المراد بذكر النفس السرّ لقوله : ودون الجهر فيلزم التكرار . فتأمّل .



[1] عقد البخاري لهذا بابا انظر فتح الباري ج 24 من ص 292 إلى 295 ، وبسط ابن حجر في الحديث ، وألفاظه المختلفة مثل جف القلم بما أنت لاق أو جف القلم بما هو كائن أو جفت الأقلام وطويت المصاحف ، وغيرها . فراجع .

302

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست