responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 241

إسم الكتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام ( عدد الصفحات : 386)


هارون ، وظاهر أنّ هارون كان متصرّفا في أمر دينه بأمره الحقّ مع الاحتياج إليه .
فيكون هو عليه السّلام كذلك أيضا ، ويلزم منه استمرار الحكم إلى بعد وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله والبيضاوي بعد أن قطع بنزولها في علىّ عليه السّلام قال : واستدلّ بها الشيعة على إمامته زاعمين أنّ المراد بالوليّ المتولَّي للأمور والمستحقّ للتصرّف فيهم ، والظاهر ما ذكرناه وأراد به كونه بمعنى المحبّ لأنّه ذكره بعد النهي عن موالاة الكفّار بهذا المعنى . ثمّ قال :
مع أنّ حمل الجمع على الواحد أيضا خلاف الظاهر وإن صحّ أنّه نزل فيه لترغيب الناس في مثل فعله فيندرجوا فيه [1] .
ولا يخفى ضعف ما ذكره فإنه بعد أن حكم بنزولها في علي عليه السلام لا وجه لحمل الولاية على الموالاة في الدين والمحبة لأنه لا تخصيص في هذا المعنى لمؤمن دون آخر بل المؤمنون كلهم مشتركون في هذا المعنى كما قال تعالى « والمؤمنون بعضهم أولياء بعض [2] » ولأن الظاهر الولاية الثابتة هنا بمعنى الولاية الثابتة في الله والرسول على من حكمه بنزولها في حق علي عليه السلام كما لا يخفى على أن التعبير بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التفخيم والتعظيم شايع بين أهل اللغة وهو في كلامهم أشهر من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه [3] ، ووجه آخر في الدلالة على أن الولاية بهذا المعنى مختصة



[1] انظر البيضاوي ص 154 ط المطبعة العثمانية .
[2] التوبة 26 .
[3] وقد اعترف القاضي نفسه في مواقع من تفسيره انظر ط المطبعة العثمانية 1305 ففي ص 46 تفسير الآية 215 من سورة البقرة « يسألونك ما ذا ينفقون » أن السائل كان عمرو بن الجموح ، وفي ص 93 تفسير الآية 274 من سورة البقرة « الذين ينفقون أموالهم » أنها نزلت في أبي بكر ، وقيل ، في علي ( ع ) وفي ص 96 تفسير الآية 173 من سورة آل عمران « الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم » إن المراد عبد قيس أو نعيم بن مسعود ، وفيه وأطلق عليه الناس لأنه من جنسه كما يقال : فلان يركب الخيل وما له الأفرس واحد ، وفي ص 98 تفسير الآية 182 سورة آل عمران « لقد سمع الله قول الذين قالوا » أنه فنحاص بن عازورا وفي ص 153 تفسير الآية 52 سورة المائدة « يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة » أنه ابن أبي بن سلول وفي ص 465 تفسير الآية 22 سورة النور « ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة » إنه أبو بكر وقد حلف أن لا ينفق على مسطح وكان ابن خالته ( مع أن المروي عن ابن عباس حبر الأمة والأعلم بمواضع النزول إنها نزلت في ناس أقسموا أن لا يتصدقوا على رجل بالإفك كما في تفسير الطبري ج 18 ص 102 ) وفي ص 829 تفسير الآية 1 سورة الممتحنة « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء » إنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وفي ص 738 تفسير الآية 8 سورة المنافقون « يقولون لئن رجعنا إلى المدينة » إن المراد هو ابن أبي . أنشدك أيها القارئ الكريم بالله العزيز الحكيم هل فيما تلوناك مما اعترف به القاضي نفسه باستعمال لفظ الجمع وإرادة الواحد كفاية ؟ ثم إن أحسن ما بين في سر التعبير بالجمع في آية المباهلة ما أفاده المرحوم آية الله المظفر - طاب ثراه - في ص 50 ج 2 من دلائل الصدق ونحن ننقله بين عبارته قال - قدس سره - ثم إن الفائدة في التعبير عن أمير المؤمنين ( ع ) وهو فرد بصيغة الجمع هي تعظيمه والإشارة إلى أنه بمنزلة جميع المؤمنين المصلين المزكين لأنه عميدهم ، ومن أقوى الأسباب في ايمانهم ومبراتهم كما أشار إلى ذلك رسول الله ( ص ) بقوله يوم الخندق : برز الإيمان كله إلى الشرك كله ، وجعل الزمخشري الفائدة فيه ترغيب الناس في مثل فعله ليبينه أن سجية المؤمنين يجب أن يكون على هذه الغاية من الحرص على البر والاحسان انتهى ما أفاده . وقال آية الله السيد شرف الدين - طاب ثراه - في المراجعة 42 بعد سرده عدة نكت قلت : عندي في ذلك نكتة ألطف وأدق وهي أنه إنما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقيا منه تعالى على كثير من الناس فان شانئي علي ( ع ) وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس لا يطيقون أن يسمعوها بصيغة المفرد . إذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في التمويه ولا ملتمس في التضليل فيكون منهم بسبب يأسهم حينئذ ما تخشى عواقبه على الاسلام فجائت الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتقاء من معرفتهم ، ثم كانت النصوص بعدها تترى بعبارات مختلفة ومقامات متعددة وبث فيهم أمر الولاية تدريجا حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة جريا منه صلى الله عليه وآله على عادة الحكماء في تبليغ الناس ما يشق عليهم ولو كانت الآية بالعبارة المختصة بالمفرد لجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ، وهذه الحكمة مطردة في كل ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين كما لا يخفى ، وقد أوضحنا هذه الجمل وأقمنا عليها الشواهد القاطعة والبراهين الساطعة في كتابينا ، سبيل المؤمنين - وتنزيل الآيات ، والحمد لله على الهداية والتوفيق والسلام انتهى .

241

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست