الطريق إلى العدالة فيكون الستر والعفاف المذكور ان في الجواب طريقا إليها لا نفسها . ويرد عليه ما ذكرناه في معناه ، وتوضيح بعض الإشكالات : هو ان كف الجوارح الأربع راجع الى الاجتناب عن جملة من الكبائر ، فإذا كان الستر والعفاف طريقا إلى العدالة يلزم ان يكون الاجتناب عن الكبائر كذلك لا نفس العدالة مع انه يلزم رجوعه الى قوله ( ع ) : « والدلالة على ذلك » إلخ ، لأن المراد منه هو الاجتناب ظاهرا ، والدال لا يكون مدلولا عليه - فتأمل . والحق ان قوله ( ع ) : « ويعرف باجتناب الكبائر » من تتمة المعرف الأول المنطقي ، وهو المبين لمفهوم العدالة وحقيقتها ، وجزؤه الأول وهو الستر والعفاف من سنخ الملكات ، وجزؤه الثاني وهو الكف . إلخ من سنخ الافعال ، ولما كان الجزء الثاني عبارة عن اجتناب جملة من الكبائر لا تمامها احتاج الى متمم التعريف فقال : « ويعرف » إلخ . فتحصل ان الأقوى الذي عليه معظم القدماء والمتأخرين هو القول الأول وهو كون العدالة عبارة عن صفة نفسانية توجب التقوى والمروءة ، أو التقوى فقط على ما سيجيء إنشاء اللَّه تعالى . ثم انه أورد على القول بالملكة وجوه : منها ما حكى عن الوحيد البهبهاني ( قده ) من ان حصول الملكة بالنسبة الى كل المعاصي - بمعنى صعوبة الصدور لا استحالته - ربما يكون نادرا بالنسبة إلى نادر من الناس . وحاصل الاشكال : إن العدالة مما تعم به البلوى في باب العبادات والمعاملات ، فلو كانت العدالة بهذا المعنى للزم اختلال النظام وتعطيل الاحكام .