يصلي ممن لا يصلي ومن يحفظ مواقيت الصلاة ممن يضيع ، ولو لا ذلك لا يمكن أحدا أن يشهد على آخر بصلاح ، لأن من لا يصلي لا صلاح له بين المسلمين ، فان رسول اللَّه ( ص ) همّ بأن يحرق قوما في منازلهم لتركهم الحضور في جماعة المسلمين وقد كان فيهم من يصلي في بيته فلم يقبل منه ذلك ، وكيف تقبل شهادة أو عدالة بين المسلمين ممن جرى الحكم من اللَّه عز وجل ومن رسوله ( ص ) فيه الحرق في جوف بيته بالنار ، وقد كان يقول : لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع المسلمين إلا من علة . وتقريب الاستدلال به : إن ظاهر الحديث - وان كان السؤال فيه عن طريق العدالة بعد معرفة مفهومها - ولكن يتعين حمله على السؤال عن مفهومها بقرينة ما في الجواب ، لأن الستر والعفاف من سنخ الملكات ، يقال : رجل ستير أو عفيف . إذا كان فيه ملكة الاستحياء من اللَّه عز وجل ، ويظهر من بعض اللغات انهما بمعنى واحد وهو ملكة الاستحياء من اللَّه أو من الناس أو مطلقا ، والمراد منهما في المقام هو الاستحياء من فعل المعصية مطلقا والتعفف عن عامة المعاصي ؛ ويدل على الملكة سائر الألفاظ الواردة في عنوان العدالة في النصوص أيضا من الصلاح والخير ونحوهما من الصفات المشبهة الدالة على الثبوت لا على مجرد الحدوث كأسماء الفاعلين ، فلو كان ما في الصدر من الجواب طريقا إلى العدالة لا نفس العدالة لزم كون العدالة أمرا وراء ما ذكر ، وهو مما لا يمكن الالتزام به ولم يقل به أحد أيضا . نعم ما في الذيل وهو قوله ( ع ) : « والدلالة على ذلك كله ان يكون ساترا