( ومنها ) ما رواه الشيخ بإسناده عن سعد بن عبد اللَّه عن احمد بن الحسن ابن علي بن فضال عن عمر بن سعيد المدائني عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : سألته عن الرجل هل يتوضأ من كوز أو إناء غيره إذا شرب منه على انه يهودي ؟ فقال : نعم . فقلت : من ذلك الماء الذي يشرب منه ؟ قال : نعم . وظاهر لفظ الكوز أو الإناء هو الماء القليل ، ولكن دلالته على المدّعى وهو عدم الانفعال مبني على نجاسة أهل الكتاب وسيأتي إن شاء اللَّه تعالى . ( ومنها ) ما رواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام : الحمام يغتسل فيه الجنب وغيره اغتسل من مائه ؟ قال : نعم لا بأس ان يغتسل منه الجنب ولقد اغتسلت فيه ثم جئت فغسلت رجلي وما غسلتهما إلا مما لزق بهما من التراب . بيان منه ( قده ) لتوضيح وجه الاستدلال ولا بأس بذكره بطوله لما فيه من الفائدة فقال طاب ثراه : الذي يظهر من الروايات والأخبار والتواريخ والآثار انه كان في الأزمنة السابقة في الحمام خزانة ماء حار ، وكان جنبها حياض صغار لها ساقية إليها يجري الماء منها إليها ، وكان من يريد التنظيف والتطهير والاغتسال يفرق الماء من تلك الحياض الصغار بالكأس ويصب على رأسه وبدنه وينظفه ويطهره ويغتسل ، وكان في الحمام مكان يجتمع فيه المياه المستعملة في التنظيف والتطهير والاغتسال ، وكان لا يدخل في ماء الخزانة احد لئلا تزول نظافة الماء بكثافة الأبدان وريمها ، ولئلا يتغير ريحه بعفونة الأبدان وريحها وعرقها والادهان