شرعوا في الطعن عليهم وينكرون ، ولم يتأمل في أن الإنسان في أول أمره قاصر عن كل علم وصنعة ولم يدر ان من طلب شيئا وجد وجد ومن قرع بابا ولح ولج . ( الخامس ) ان لا يكون بليدا لا يتفطن بالمشكلات والدقائق ويقبل كلما يسمع ويميل مع كل قائل ، بل لا بد له من حذاقة وفطنة يعرف الحق من الباطل ويرد الفروع إلى الأصول ويدري في كل فرع من أي أصل يؤخذ ويجري مسائل الأصول في الآيات والاخبار . ( السادس ) ان لا يكون جريئا غاية الجرأة في الفتوى ، كبعض الأطباء الذين هم في غاية الجرأة فإنهم يقتلون كثيرا بخلاف المحتاطين منهم . ( السابع ) ان لا يكون مفرطا في الاحتياط فإنه أيضا قد يخرب الفقه كما شاهدنا من كثير ممن أفرط في الاحتياط ، بل كل من أفرط فيه لم تر له فقها لا في مقام العمل لنفسه ولا في مقام الفتوى لغيره . ولا يخفى ان المهم من شرائط الاجتهاد هو اعتبار هذا الشرط ، ولا سيما اعتبار حسن السليقة وعدم الانحراف عن طريقة المشهور قديما وحديثا . ونسأل اللَّه تعالى ان يوافق فهمنا لفهمهم ولا نستبد بالرأي والمخالفة - واللَّه العاصم . * المتن : ( مسألة - 23 ) العدالة عبارة عن ملكة إتيان الواجبات وترك المحرمات ، وتعرف بحسن الظاهر الكاشف عنها علما أو ظنا ، وتثبت بشهادة العدلين وبالشياع المفيد للعلم ( 1 ) * الشرح : ( 1 ) تارة يتكلم في حقيقة العدالة وانها ما هي ، وأخرى في الطرف