نام کتاب : محاضرات في فقه الإمامية ( الخمس ) نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني جلد : 1 صفحه : 140
السلام : ( الخمس بعد المئونة ) وقوله عليه السلام : ( الخمس مما يفضل من مؤنته ) وقوله عليه السلام : ( عليه الخمس بعد مؤنته ومؤنة عياله ، وبعد خراج السلطان . . » إلى غير ذلك . والتقريب : أن كلمة ( بعد ) ظرف زمان ، والمئونة عبارة عن مؤنة السنة ، فتعلَّق الخمس - وضعا وتكليفا - يتوقف على مضي الحول ، فيشكل على ما هو المشهور بأنه خلاف ما يستفاد من الروايات ، كما يشكل عليه بما ذكره ابن إدريس من أن إحراز أن ما يؤديه من الخمس فاضل المئونة يتوقف على مضي الحول ، ويزيد على ذلك إشكالا أنه بناء على ما يذهب إليه المشهور من تعلَّق الخمس بالعين لو كان غير مشروط بمضي الحول فكل ربح في أثناء السنة يكون فيه الخمس ، ولا يجوز أن يكتسب به ، مع أن السيرة قائمة بالاكتساب بمجموع رأس المال والأرباح المتجدّدة في طول السنة . والتحقيق : أن المشهور هو المنصور ، فان كلمة ( بعد ) لا تتعين في الاستعمال في الزمان بالدلالة المطابقية ، فإنها كما تستعمل في ذلك ، كما في قوله تعالى : « فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا » [1] وقولك : آتيك بعد الظهر مثلا ، تستعمل كذلك في النوبة المتأخرة فيما يبتني أمره على التناوب ، فيقال : ليركب السفينة مثلا زيد بعد عمرو ، وخالد بعد زيد ، وهكذا . وتستعمل في الرتبة المتأخرة ، ويقال : زيد بعد عمرو في الفضيلة ، ومنه قولهم : الأفضل فالأفضل . وتستعمل فيما لا مساس له بالزمان كما في قوله تعالى : « وإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ » [2] وقوله تعالى : « ولَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ