نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 63
ومعه ، فقد يبدو للنظر أنه : إمَّا أن يكون المعنى السادس مندرجاً في الخامس . وإما أن يكون المعنى السابع مندرجاً في السادس . اللهم إلَّا أن نفهم من طهارة القلب وهداه شيئاً أعمق ممَّا فهمناه من الأخلاق المعمَّقة . وهو الوصول إلى الهدف الحقيقي من ذلك المعنى من الأخلاق . طبقاً لعدد من الآيات الكريمة ومنها قوله تعالى * ( أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه ) * . ثامناً : الطهارة التي تحصل بإقامة الحد : وفكرته الأساسية في حصول التوبة مع تسليم المذنب التائب نفسه للعقاب تركيزاً لمفهوم التوبة . وهذا أمر لا بدَّ من افتراضه لوضوح أنَّ من أقيم عليه الحدّ بغير رضاه لم تحصل له الطهارة المعنوية على الإطلاق . ويمكن تعميم ذلك إلى كلِّ توبة اقترنت بالتسليم أو الرضا بشيء من الصعوبة ، كما لو تاب الفرد ومارس البكاء أو حجب نفسه عن الطعام يوماً أو نحو ذلك . ومع التوسّع أكثر يشمل الأمر كلّ توبة . ولعمري إنَّ التوبة طهارة . وللتائب من الذنب كمن لا ذنب له والذي لا ذنب له طاهر بهذا المعنى بطبيعة الحال . غير أنَّ التوبة لا تكون حقيقة إلَّا مع العزم على الترك باستمرار ، لكي تكون توبة نصوحاً * ( تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَصُوحاً ) * يعني توبة ينصح فيها العبد ربه ويعده بعدم العودة إلى الذنب . وأمَّا التوبة مع إهمال هذه الجهة ، فهي وإن كانت حسنة . إلَّا أنه ورد في بعض الروايات أنها أشبه بالاستهزاء . لأنك تذنب ثم تتوب ، ثم تذنب ثم تتوب ، ثم تذنب وهكذا . وليس لها ذاك الأثر الحقيقي . تاسعاً : الطهارة التي تحصل بالعلو عن الماديات ، كالملائكة : ولعمري إنَّ الأجواء الدانية والمادية للكون إنما هي ظلام ودنس . وتسمى بلغة الفلسفة بحجب الظلمة . فيكون الخروج عنها والارتفاع عليها طهارة ونوراً . وتسمى بلغة الفلسفة بحجب النور . وكلَّما كان المخلوق أعلى كان أشد طهارة وزكاة ، وأعظم نوراً وأوكد وجوداً . لا يفرق في ذلك بين الملائكة والنفس الإنسانية وغيرها . عاشراً : الختان ، وقد فهمنا الوجه في كونه دنساً ، فلو كان في الجسم شيء كالغلفة يعتبر وجوده دنساً وزواله طهارةً أمكن التعميم له . إلَّا أنه غير
63
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 63