نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 62
المستوي الثاني : في محاولة إعطاء فهم أوسع ومحدَّد ، لتلك المعاني اللغوية العشرة . وهنا لا بدّ من استعراضها واحداً واحداً . أولًا : انقطاع دم الحيض : ومثله انقطاع دم النفاس والاستحاضة ، ويمكن التعميم إلى انقطاع كلّ الأوساخ التي تخرج من الجسم ممَّا يسبِّب الحدث . كالبول والغائط . ثانياً : الاغتسال من الحيض أو الجنابة : ويعمم لكلّ الأغسال الواجبة بل والمستحبة . ثالثاً : الاستنجاء من البول والغائط : ويعمم إلى غسل أي النجاسات الخبيثة ، الأمر الذي يحدث الطهارة الحكمية ، في الجسم الإنساني أو غيره . رابعاً : التنزّه عن الدنس والباطل : وهو الدنس الناتج عن كل كفر وشرك وضلال فإنها كلها من الباطل . خامساً : التنزّه عن الإثم وما لا يجمل : أما الإثم فهو يعني كلّ ذنب . وما لا يجمل فهو أوسع من ذلك ممّا يرجع إلى حكم العقل ، أو حكم العرف والمجتمع ، أو حكم المستحبات والمكروهات الشرعية . فتكون طاعتها طهارة وعصيانها دنساً . سادساً : طهارة الأخلاق : والأخلاق بالمعنى المتعارف تندرج كلَّها في العنوان السابق ، فلا تكون عنواناً مستقلًا . فإن عصيانها يحصل منه : الإثم وما لا يجمل . الذي سمعناه . وهذا المعنى يشكل إشكالًا على كلمات اللغويين ، وهم غير معصومين عن الخطأ بطبيعة الحال . غير أننا إذا أردنا الاتِّساع في الفهم ، أمكننا أن نفهم من الأخلاق مستوي أعمق من ذلك ، الأمر الذي لا يجعله مندرجاً في العنوان السابق . مستوي تكون فيه تصفية النفس والقلب حجر الزاوية ، كما هو مسطور في علمي الأخلاق والعرفان . ولا حاجة الآن إلى الإطالة فيه . سابعاً : طهارة القلب وهداه : ونحن إذا فهمنا من الأخلاق - العنوان السابق - معناه المتعارف ، كانت طهارة القلب معنًى معمّقاً أكثر منه . وأما إذا فهمنا منها ما حاولناه من المعنى المعمّق ، كان مشابهاً لمعنى طهارة القلب ولا يكون معنى مستقلًا .
62
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 62