نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 450
في النتيجة موازيا للشمس خريفا ففي أول الأمر تبدأ الشمس بالغروب قليلا ، عدة دقائق ثم ربع ساعة فنصف ساعة ثم ساعة ، وعلى أيِّ حال - فإنها تشرق من نقطة قريبة نسبيا من نقطة غروبها . ثم يتسع الفرق أو المسافة بين نقطتي الشرق والغرب ، ويطول الليل تدريجا إلى أن يتساوى الليل والنهار مرة أخرى . في وسط الخريف ، وهو شهر تشرين الأول . ثم يبدأ النهار بالتناقص التدريجي ، حتى يصبح شروق الشمس قليلا ، كساعة ثم نصف ساعة ثم ربع ساعة ثم دقائق ، ثم لا يبقى من الشروق إلا بعض القرص . ثم لا يبقى من الشروق إلا الضوء . ثم يتضاءل الضوء ولا يبقى منه إلا بمقدار ضوء الفجر في أول بزوغه . ثم بالتدريج ينعدم بالمرَّة ويبدأ الليل الطويل الذي يستمر أكثر من شهر كما قلنا في الشتاء . وينبغي التعقيب على ذلك بالإشارة إلى عدّة أمور : الأمر الأول : إنَّ البرد والعواصف والضباب يجعل الرؤية لأكثر من بضعة أمتار متعذِّرة تماما . فهناك مع سكون الجو نسبيا لا تزيد الرؤية على ستة أمتار إلى ثمانية . في حين يكون النظر مع هبوب العواصف الثلجية منحصرا في مترين أو ثلاث كأقصى حد حسب قوة العاصفة . وهذا الضباب يجعل رؤية قرص الشمس متعذِّرا نسبيا ولا يرى إلَّا النهار والليل . أما الضوء القليل في الأفق ، الذي يحصل آخر ليل الشتاء . وكذلك الغروب القليل الذي يحصل آخر نهار الصيف ، فلا يمكن تمييزه تقريبا بل تحقيقا . نعم في الحدود النهائية للدائرة القطبية ، أو قل : على محيطها ، حيث يكثر الصحو النسبي وتقل العواصف ويزداد مدى النظر نسبيا ، يكون تمييز ذلك أسهل بطبيعة الحال . الأمر الثاني : إنَّ ما سمعناه عن القطب الشمالي ينطبق بنفسه على الجنوبي ، كما أشرنا . وعند تساوي الليل والنهار في الاعتدالين يدخلان معا في الليل ويخرجان منه معا . لأن الليل والنهار . يكونان منتشرين من نقطة
450
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 450