نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 436
البالغ إلى ذروة الإنسانية وأوج وجودها . وإذا بلغ الفرد مثل هذا المستوي الرفيع ، بحيث أصبح إنسانا كاملا كان قادرا على إيقاف الزلزلة بقدرة الله وأمره ، كما فعل هو صلوات الله عليه . الأمر السادس : إن كلام أمير المؤمنين - عليه السَّلام - في الرواية يدل على أن للأرض درجة من درجات العلم والإرادة كما قال الفلاسفة بذلك أيضا للأرض ولغيرها من الأجرام السماوية . بل أن الآية الكريمة قوله تعالى : * ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) * دالة على ذلك أيضا . فالأرض حين يقول لها : مالك ، تسمع . وحين تحدث أخبارها : تتكلم ، وأمير المؤمنين - عليه السَّلام - يسمع : ( إياي تحدث ) . الجهة الثالثة : في بعض تفاصيل الزلزلة فقهيا : أولا : لا شك أن غالب الزلازل لا تنافي مع الصلاة ولا تبطلها . لأنها وإن أوجبت الحركة للمصلي إلَّا أن هذا المقدار من الحركة غير مبطل لقلَّته . بل قد يقال : إن مطلق حركة الزلزلة غير مبطل ولذا أمر في الأخبار بالصلاة خلال حصول الزلزلة . وهي بإطلاقها شاملة لكل أشكال الزلازل . ثانيا : إن أغلب الزلازل لا يدوم أكثر من بضع ثواني أو بضع دقائق الأمر الذي يوجب ضيق الوقت عن الصلاة . ولذا لزم القول فقهيا بأنه لا يجب إيجاد الصلاة كلها خلال حصول الزلزلة . وإلَّا لزم التكليف بما يعجز عنه الفرد . ثالثا : إنه لا دليل على وجوب البدء بالصلاة خلال حركة الأرض بالزلزلة . بل للمكلف تأجيلها إلى نهايتها وبعد انقضائها نعم ، لا يبعد استحباب المبادرة مع الإمكان . والرواية الأخيرة التي سبقت دالة أيضا على عدم الوجوب ، لأن المسلمين بما فيهم أمير المؤمنين - عليه السَّلام - لم يبادروا إلى الصلاة إلَّا بعد سكون الزلزلة . رابعا : لا يبعد صحة القول فقهيا أنه متى جاء الفرد بهذه الصلاة كانت أداء ، ويجب نيّة الأداء فيها . إلَّا أن الأحوط وجوبا ، هو المبادرة إليها في أول
436
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 436