نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 435
وفيها عدة ظهورات واضحة : 1 - إن إمساك الأرض والسماوات عن التزلزل إنما هو بأمر الله وقدرته . 2 - إنها لو تزلزلت لم يقدر أي مخلوق على إعادتها إلى حالها الأول من الاطمئنان إلَّا بأمر الله - عزّ وجلّ . 3 - إن قوله * ( تَزُولا ) * لا يراد به الزوال والانعدام بدليل قوله تعالى * ( ولَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما ) * والمعدوم لا يمكن إمساكه . فيتعين أن يكون المراد الحركة غير المطمئنة المنافية لطبعه . 4 - إنه كما أن للأرض تزلزل وحركة غير مطلوبة ولا مرغوبة ، كذلك للسماوات ذلك أيضا . وأما ما هي السماء ، وكيف تتزلزل ، فتفصيل ذلك ليس هذا محله . وأدنى مراتب فهمه هو حصول الزلزلة في الأجرام السماوية من النجوم والكواكب . وهذا من الآيات التي لم يكن أحد قد التفت إليه أو فكَّر فيه على الإطلاق في ذلك الحين ، بل وإلى العصر الحاضر . 4 - قوله * ( إِنَّه كانَ حَلِيماً غَفُوراً ) * . الدالة على أن الزلزلة تأتي للغضب . ولو استمر الغضب . كما هو مورد استحقاق البشر ، لاستمرت الزلزلة حتى أكلت الأخضر واليابس وأتت على الزرع والضرع . ولكن الله * ( ( كانَ حَلِيماً غَفُوراً ) ) * فبحلمه وغفرانه تزول الزلزلة . واستحقاق البشر للغضب لولا الحلم والغفران . أمر أكيد كما نطقت الآية الكريمة * ( ولَوْ يُؤاخِذُ الله النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ . ولكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) * . الأمر الرابع : إن الزلزلة المشار إليها في الرواية ، بقيت طويلا ، نصف ساعة أو أكثر . وهذا من نوادر الزلازل في التاريخ . ومن الظاهر أنها استمرت بمعجزة ، ولم يحصل منها التلف المتوقع بمعجزة ، وسكنت أيضا بمعجزة . كل ذلك لإثبات إحدى فضائل سيد المتقين وأمير المؤمنين - عليه الصلاة والسلام . الأمر الخامس : إن أمير المؤمنين - عليه السَّلام - في الرواية : طبق قوله تعالى * ( وقالَ الإِنْسانُ ما لَها ) * على نفسه . لأنه هو الإنسان الحقيقي
435
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 435