نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 432
وعلى أي حال لم يدل العلم بدلوه بهذا الصدد . ولعله جاهل بل عاجز عن المعرفة . ثانيا : ما الذي يحدو بالحرارة أن تتحرك أو تتوهج قليلا فتحصل زلزلة ضعيفة ، أو كثيرا فتحصل زلزلة قوية ؟ ثالثا : إن مقتضى التصور الواضح ذهنيا أن تتصاعد الحرارة تدريجا وأن تخمد تدريجا . وأثر ذلك واضح في الزلزلة . فينبغي أن تبدأ ضعيفة ثم تشتد ثم تضعف إلى أن تزول . مع أن هذا لم يسجل تاريخيا . رابعا : إن حركة القشرة الأرضية في الزلزلة هل هو عمودي أو أفقي . سيجيب ( العلم ) بأنه عمودي أي أن الأرض ترتفع ثم تنخفض مرة أو مرات نتيجة لارتجافها من الضغط الحراري الباطني . إلَّا أن هذا خلاف الوجدان ، فإن الناس لا يحسون بالارتفاع والانخفاض إطلاقا ، بل يحسون بالحركة الأفقية أو العرضية وجدانا . وهو السبب في تسميتها بالزلزلة ، لأنهم يجدونها تتزلزل يعني تذهب يمينا وشمالا نسبيا . وإذا تمّ ذلك ، يتوجه هنا سؤالان رئيسيان : أولا : ما الذي يكون سببا لهذه الحركة ؟ ليس هو الحرارة لأن الحرارة تدفع إلى الأعلى وليس إلى أحد الجانبين . ثانيا : أنه ليس حول الأرض المتزلزلة فراغ تتحرك فيه ، فكيف تتحرك مع انضغاطها بالأرض المجاورة من جميع الجهات . وعلى أي حال ، فالعلم الطبيعي الحديث لم يجب على مثل هذه الأسئلة ، وليس من المتوقع أن يجيب في المدى المنظور من تاريخ المستقبل . فإنها جميعا أو غالبا خارجة عن اختصاصه ويجدها محالا من وجهة نظره . الجهة الثانية : فيما ورد في سبب الزلزلة من الروايات وهي عديدة نذكر بعضها
432
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 432