نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 425
وليس بأحدهما بدقة متناهية ، لا أقل في خلال سنة من تاريخ حدوثه ، وهو أمر يسترعي الانتباه لأكثر من جهة ، في حدود ما سبق أن ذكرناه وغيره . الملاحظة الحادية عشر : إننا ما دمنا نؤمن بالحكمة الإلهية من الرب القادر على كل شيء . أذن فكما للحوادث أسبابها ، كذلك لها نوع الحكمة التي تناسبها ، يعني العلة الغائية أو الهدف الذي وجد من أجله الحادث وهذه العلة ضرورية الصحة وإن لم نعرفها ، بمعنى أنها ضرورية التحقق وضرورية الحق أيضا . فهي موجودة وصحيحة في عين الوقت ، وإلَّا كان ذلك مستلزما لنفي الحكمة الإلهية تعالى عما يشركون . وإذا تمّ ذلك بإيجاز ، فالكسوف والخسوف ، مهما كان سببهما لهما علتهما الغائية أيضا ، والهدف من وجودهما . وهذا هو سبب خوف الناس منهما بعد أن كانوا على إيمان بالحكمة الإلهية ، مهما كان منحاهم الديني . إذ من المحتمل أن يكون ذلك دليلا على الغضب أو نذيرا بالبلاء . غير أن فصل الدين عن الدولة في أوروبا أوجب إلغاء كثير من هذه الأفكار وتبديل الإيمان بالإنكار . فسقط ذلك الاستغراب . وأما رواياتنا عن الأئمة المعصومين - عليهم السَّلام - ، فهي ناطقة بذلك . منها : رواية الفضل بن شاذان [1] عن الرضا - عليه السَّلام - ، قال : إنما جعلت للكسوف صلاة لأنه من آيات الله لا يدرى الرحمة ظهرت أم لعذاب . فأحب النبي - صلَّى الله عليه وآله - أن تفزع أمته إلى خالقها وراحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرّها ويقيهم مكروهها . كما صرف عن قوم يونس حين تضرعوا إلى الله - عزّ وجلّ . الحديث . ومن المعلوم عند المؤمنين أنه لا راد لغضبه إلَّا رحمته ، ولا دافع لقضائه وبلائه إلَّا قدرته . فيجب التضرّع إلى الله - عزّ وجلّ - ليكون المجتمع كما ورد ( ادفعوا البلاء بالاستغفار ) . وعلى هذا المعنى عدة روايات .
[1] الوسائل ج 4 . أبواب صلاة الكسوف والآيات . باب : 1 . حديث : 3 .
425
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 425