نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 426
وأما ما ورد من أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته . فقد وردت فيه بعض النصوص . منها : رواية علي بن عبد الله [1] قال سمعت أبا الحسن موسى - عليه السَّلام - يقول : إنه لما قبض إبراهيم ابن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله - جرت فيه ثلاث سنن . أما واحدة فإنه لما مات انكسفت الشمس . فقال الناس : انكسفت لفقد ابن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله . فصعد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله - المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له . لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته . فإذا انكسفتا أو واحدة منهما فصلوا . ثم نزل فصلَّى بالناس صلاة الكسوف . فهذا معناه أن العلة الغائية ليست هي تأبين الموتى وهذا صحيح إن صحت الرواية . ولكنه لا ينفي أن يكون شيئا آخر . كالذي أشارت إليه الرواية السابقة . ونفهم من هذه الرواية الأخيرة أمرين لا يخلوان من أهمية : الأمر الأول : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له . فبجميع ما يتصل بهما من حركات وصفات بما فيه الكسوف مربوط بإرادته سبحانه قبل كل شيء ، مهما كان سببه . الأمر الثاني : قوله : فإذا انكسفتا أو واحدة منهما . وهو واضح بإمكان أن يحصل الخسوف والكسوف معا ، في يوم واحد بل يمكن أن يريان دفعة واحدة ، كما لو كان في آخر النهار أو في أوله . وإذا صحت الرواية فالنبي - صلَّى الله عليه وآله - معصوم عن الخطأ ولا يمكن أن نحمل كلامه على المسامحة أو خلاف الواقع بأي شكل من الأشكال ومن المعلوم أن السبب المعروض ( رسميا ) في العلم الحديث يجعل هذا الاجتماع محالا . لأنه إما أن تكون الأرض بين الشمس والقمر أو يكون القمر بين الشمس والأرض ، فلا يمكن أن يتّصفا معا بهذه الصفة .