نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 422
الطبيعة . إذ لو كان القانون ، كما يتصوره الطبيعيون لكان أزليا . وعلى أي حال ، فهذه عبارة ذكية بعيدة النظر . تدل على عمق كاتبها مع تحاشيه الاصطدام بالرأي العام مباشرة . الملاحظة الخامسة : قال المصدر : والغبار الموجود في جو الأرض يبعثر اللون الأزرق ولا يسمح بالمرور لغير اللون الأحمر . وبسبب هذا الغبار نرى الشمس حمراء عند المغيب ، ونرى القمر أحمر في أثناء الخسوف الكلي . ولنا على هذا الكلام عدة تعليقات : الأول : لو سلمنا هذه الفكرة وهي أن الجو يبعثر اللون الأزرق ولا يسمح بالمرور لغير اللون الأحمر . وإن كان لا دليل عليها وقتيا على الأقل . فهل هذا يكفي لرؤية القمر أحمر . إن ألوان الطيف السبعة أين ذهبت . فإذا احتجب الأزرق وتبعثر فأحرى بالباقي أن يبقى . على أن في العبارة تهافتا واضحا فإنه نص على خصوص اللون الأزرق . ثم عمّم الموضوع لكل الألوان غير الأحمر . إن هذا الشيء لا يتبرهن إلَّا إذا أخذت صورة الكسوف : خارج الجو من الأقمار الصناعية . وهذا الكتاب قاصر عنه ، بالرغم من صدوره في عصر الأقمار الصناعية . الثاني : إن كان هذا هو السبب ، فلما ذا لا نرى الخسوف الجزئي أحمر اللون . مع العلم أننا نراه أسود أو لا نراه إطلاقا . مع أن نفس السبب وهو غبار الجو موجود . ثالثا : إننا سمعنا من المصادر أنه لا يمكن أن يتماثل كسوفان في اللون ، إذن ، فهو ليس أحمر دائما ، فإن لم يكن أحمر . فما هو سبب ذلك . مع أن الجو هو هو . كما أنه لا دليل على أنه مع زيادة الغبار في جو الأرض يكون لون القمر قاتما . إذ أن أغلب الكسوفات تكون في جو صاف نسبيا ، ومع ذلك فهي تكون مختلفة الألوان .
422
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 422