نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 416
وعند ما يسير القمر في مداره إلى العقدة المقابلة للشمس . إذ يمتد خلفه ظل قائم مخروطي الشكل . ملقيا بقعة سوداء على سطح الكرة الأرضية . ولا يرى الكسوف الكلي للشمس من سكان الأرض إلَّا من كان ضمن هذه البقعة السوداء . وأقل معدل لوقوع الخسوفات في بقعة معينة من بقاع الأرض هو خسوف واحد كل سنة ، ولكن معدل كسوف الشمس الكلي هو مرة كل ثلاثمائة سنة . وإذا شاء امرؤ مشاهدة كسوف كلي للشمس بأم عينيه فعليه أن يسافر إلى الموضوع الذي سيقع عليه ظل الكسوف - يقصد : ظل القمر . والبقعة السوداء تبلغ حوالي مائة ميل عرضا . والفلكيون يجرون الحسابات المسبقة لموضع الكسوف وحجمه قبل وقوعه . والكسوفات تختلف اختلافا كبيرا فيما بينها . ففي بعض الأحيان يمر مخروط الظل مسرعا على القطب . وفي أحيان أخرى يسير سيرا وئيدا عبر المناطق الحارة . والبقعة السوداء تمر حيث يكون الكسوف كليا . وهي تقطع المسافة من حيث تشرق الشمس إلى حيث تغيب في مدى أربع ساعات . وفي بعض الأحيان لا تصل نهاية مخروط الظل إلى الأرض لأن القمر يكون بعيدا عنها ، فلا يحدث كسوف كلي في هذه الحالة . ولكن أهل الأرض الموجودين مباشرة تحت الظل يرون كسوفا حلقيا . إذ أن قرص القمر في هذه الحالة يكون أصغر من أن يغطي قرص الشمس تغطية كاملة ، فتظهر منها حلقة من الأشعة المضيئة حول قرص القمر المظلم . أن سرعة سير القمر في مداره 2100 ميل في الساعة . وظلَّه يسير شرقا على سطح الأرض بالسرعة نفسها . غير أن الأرض تدور حول محورها في الاتجاه نفسه الذي يسير فيه الظل والمدينة الموجودة على خط الاستواء تسير إلى الشرق بسرعة 1060 ميلا في الساعة . والمدينة الواقعة على خط عرض 40 تسير بسرعة 812 ميلا في الساعة . أما في القطب فسرعة الدوران صفر . وعلى ذلك تؤثر درجة العرض في مدة الكسوف الكلي . وأطرف كسوف كلي هو ذلك الذي يحدث عندما تكون الشمس في سمت الرأس ظهرا ، وحين يكون القمر قريبا من الأرض . ويندر أن يزيد الكسوف الكلي على سبع
416
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 416