نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 415
البروج تماما ، فإن الأرض تحجب الشمس عنه . فالأرض ترمي وراءها ظلا يبلغ عرضية على البعد الذي يمر فيه القمر 5700 ميل . وإذا كان القمر سيقطعه كله . فإنه يستغرق ثلاث ساعات وأربعين دقيقة كحد أعلى . والخسوفات القمرية تحدث عادة مرتين في السنة بينهما خمسة أشهرا وستة . ويتم الخسوف الكلي إذا دخل القمر كله شيئا فشيئا في ظل الأرض ذي الطرف المنحني - يعني ذي السطح المنحني - فيحتجب ضوء الشمس كله عنه . ويبدو أن الظلام قد ابتلعه . ولكنه لا يختفي كليا . فلا يزال سطحه يشع في أثناء الخسوف الكلي إشعاعا باهتا بلون نحاسي أو بمسحة من اللون الأحمر الدموي . وهذا الإشعاع الضئيل في الواقع هو من أشعة الشمس التي اخترقت غلاف الجو الأرضي فانكسرت فيه وتحولت إلى جهة الظل أي إلى القمر المخسوف . والغبار الموجود في جو الأرض يبعثر اللون الأزرق ، ولا يسمح بالمرور لغير اللون الأحمر . وبسبب هذا الغبار نرى الشمس حمراء عند المغيب ، ونرى القمر أحمر في أثناء الخسوف الكلي . وليس هناك خسوفان متماثلان إطلاقا . فلون القمر المخسوف خسوفا كليا وقدر لمعانه يعتمدان اعتمادا كبيرا على الأحوال السائدة في جو الأرض . فإذا كانت في الجو مقادير كبيرة من الغبار فإننا نجد القمر المخسوف ذا لون أحمر فإن . وإذا كان الجو عاصفا فإن الغيوم العاصفة تملأ منطقة الشفق فتحجب ضوء الشمس ، فلا تصل إلى القمر منه إلَّا كمية ضئيلة عن طريق انتشارها في جو الأرض فيكون معتما لا يكاد يبين . أما اختفاؤه بالمرة في أثناء الخسوف الكلي ، فهو أمر نادر الوقوع . كلية الخسوف [1] تتراوح بين ماءة دقيقة و 220 دقيقة . وهو ليس ككسوف الشمس الذي يستغرق بضع دقائق فقط . وخسوفات القمر على العكس من كسوفات الشمس ، ترى في كل نصف الكرة الأرضية التي يكون القمر فيها مشرقا .
[1] هذه الفقرة منقولة من المصدر الثاني السابق . ص 46 .
415
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 415