نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 410
كأحكام النساء والكسبة وهو ليس بكاسب وكذلك الحدود وما إليها ، وهو ليس بقاضي ولا جاني وغير ذلك كثير . فكل ما في الأمر أن الناس يطيعون ويطبقون فتواه . وهذا ليس معنى الأسوة والقدوة . فلا ينطبق عليه معنى الإمام . وقد يخطر في البال في المعصومين - عليهم السَّلام - أيضا كذلك ، حيث أنهم لا يكونون مشمولين لأحكام كثيرة كأحكام النساء وغيرها ، ومع ذلك انطبق عليهم عنوان الإمام . فما تقولونه في المعصوم من الجواب يمكن إيراده بالنسبة إلى الفقيه . إلَّا أن هذا غريب في التصور لعدة جهات نذكر بعضها : أولا : إن انطباق مفهوم الإمام على المعصومين انطباق تعبدي بدليل قطعي . لا أنه ثابت من ناحية الظهور اللغوي ، كما في الفقيه ليكون قابلا للإشكال . ثانيا : إن انطباق مفهوم الإمام على المعصومين ليس لمجرد القدوة والأسوة التي أشرنا إليها . بل الإمامة عندهم مفهوم واقعي أعلى من ذلك بكثير ، حتى قالوا : إن الإمامة أعلى من النبوة ، وقد منحت لإبراهيم الخليل - سلام الله عليه - ، بعد جعله نبيا . وهذا المعنى لا يشترك فيه سائر الناس مع المعصومين بالضرورة ليكون شاملا للفقيه . فقد نتج من كلامنا هذا أن المراد ليس هو المعصوم ولا السلطان العادل ولا الفقيه الجامع للشرائط . وهذا معناه أنهم ليسوا مرادين فقط [1] . وليس معناه أنهم غير مرادين على الإطلاق ومن هنا كان باستطاعتهم جميعا إقامة الجمعة مع اجتماع الشرائط التي أهمها العدد . وبتعبير آخر : إذا تعين المعنى الرابع الآتي لمفهوم الإمام ، فيكون شموله للثلاثة المشار إليهم أولى غير أن انحصار المفهوم بهم هو الذي ناقشناه . وقد يأتي بعض الإيضاح لذلك . والمعنى الرابع هو أن يكون المراد بالإمام : إمام الجماعة . وهو معنى