نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 41
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 462)
وآله - : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدَّثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممّن كملت مروَّته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوّته ، وحرّمت غيبته . وفي رواية عن عبد الكريم بن أبي يعفور [1] ، عن أبي جعفر - عليه السَّلام - : قال : تقبل شهادة المرأة والنسوة إذا كنَّ مستورات من أهل البيوتات ، معروفات بالستر والعفاف مطيعات للأزواج ، تاركات للبذاء والتبرج إلى الرجال في أنديتهم . وفي رواية عن أبي علي بن راشد [2] . قال : قلت لأبي جعفر - عليه السَّلام - : إنَّ مواليك قد اختلفوا فأصلي خلفهم جميعاً ؟ فقال : لا تصل إلَّا خلف من تثق بدينه وأمانته . وقد سبق أن سمعنا في الحديث عن تفسير العسكري - عليه السَّلام - يقول فيه : فأمَّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً على هواه ، مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه . وللمنطق رأى آخر في العدل ، حيث قسموا العقل بحسب مدركاته إلى قسمين : عقل نظري وعقل عملي . وعرَّفوا العقل النظري بأنه إدراك ما ينبغي أن يعلم . كإدراك أنَّ السماء فوقنا والأرض تحتنا ، إلى ملايين الحقائق الكونية وغيرها . وعرَّفوا العقل العملي بأنه إدراك ما ينبغي أن يعمل . يعني من التصرفات والسلوك . وقالوا : إنَّ العقل العملي له الحكم - بناء على تعريفه - في سلوك الأفراد ، فيحكم بالتحسين لما هو حسن ، وبالتقبيح فيما هو قبيح . مثاله : حكمه بالحسن على الصدق وبالقبح على الكذب . وهل يعم حكمه للعدل الإلهي أو لا ؟ فهذا أمر موكول إلى علم الكلام وخارج عن الفقه . وهو الذي اختلف فيه العدلية الأشاعرة . وليس هنا محله . وقالوا : إنَّ هناك من العناوين ما يكون ذاتي الحسن والقبح ، وهو العدل والظلم . إذ يستحيل أن يحصل له عنوان ثانوي أو طارئ يزيل عنه هذا
[1] الوسائل 18 أبواب الشهادات باب : 41 . حديث : 20 . [2] الوسائل 5 أبواب صلاة الجماعة باب : 10 . حديث : 2 .
41
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 41