نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 384
طافحة بهذا المضمون ، فراجع . إذن فمن الواجب أمام الله سبحانه الشعور بهذا الشكل ، وتجنب العجب الذي يكون في نظر العارفين سفاهة مهلكة ، ومزحة بغيضة وكذبة سمجة . ولله في خلقه شؤون . الجهة الرابعة : في تفاصيل النية : فقد قال الفقهاء : إنه يجب على المصلي أن ينوي أربعة أمور : أولا : هدف العبادة من القربة أو الامتثال أو الثواب ونحو ذلك وأي من ذلك نواه يجزي عن القربة بعنوانها وقد سبق أن عرفنا تفاصيل ذلك . ثانيا : التكليف الذي يمتثله من الوجوب أو الاستحباب . ثالثا : عنوان الصلاة أو العبادة التي يؤديها ، كصلاة الصبح أو الظهر . وحج الأفراد أو القرآن . رابعا : نوع العبادة من الأداء ( إذا كان عمله في وقته ) أو القضاء ( إذا كان عمله بعد الوقت ) لمن فاته . وقالوا : - كما عرفنا - إنه لا يجب التلفظ في النية ولا الأخطار الذهني ، وإنما يجب أن يعرف ما يعمل من هذه الصفات الأربعة . بحيث لو سئل عنها لأجاب . وقالوا : إنه لا يتعين نية غير الأمر الأول ، بأي معنى للنية إذا كان الواجب متعينا . وإنما يجب عليه التفصيل فيها عندما يكون عليه واجبان متشابهان نسبيا لا بدّ من التفريق بينهما بالنية . وقالوا : إنه لا يجب نية القصر والتمام . يعني صلاة المسافر وصلاة الحاضر . فلو أجمل المصلي من هذه الناحية أو لم يكن يعلم ما هو تكليفه منها وأعلمه غيره خلال صلاته كفى . وقالوا : إنه يكفي من تلك النوايا الواجبة - لو تمّ وجوبها - القصد الإجمالي بأن يقصد : فريضة الوقت . أو ما يعلمه الله سبحانه من عنوان العبادة أو هدفها ونحو ذلك . وسيأتي في الجهة الآتية بعونه تعالى فكرة عن ذلك .
384
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 384