نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 383
لأن الأخبار الواردة فيه بين ما هو ضعيف سندا ، أو محل المناقشة في الدلالة على البطلان . والشيء المتيقن هو مرجوحيته تماما بحيث يؤدي إلى الهلاك . وإنما يؤدي إلى الهلاك فيما إذا أعجب المرء بنفسه ، ويحصل ذلك إذا أعجب بأعماله على العموم وعن حسن سريرته . غاضا النظر عن التوفيق الإلهي . في حين أن حديث الفقهاء إنما هو في إعجاب الفرد بعبادة معينة . فإذا كانت عباداته كلها هكذا ، كانت مجزية ولم تكن مقبولة ولا ثواب عليها . ويعاقب على الشعور بالعجب لا على العبادة المجزية . والأمر أكثر من ذلك أخلاقيا أمام الله سبحانه ويمكن أن تقوم الأخبار الآتية بتوضيحه . منها : رواية بن أبي خلف [1] عن أبي الحسن موسى - عليه السَّلام - : قال لبعض ولده : يا بني عليك بالجد ولا تخرجن نفسك عن حد التقصير في عبادة الله - عزّ وجلّ - وطاعته . فإن الله لا يعبد حق عبادته . وعن سماعة [2] ، قال سمعت أبا الحسن - عليه السَّلام - يقول : لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا قليل الذنوب . وعن عبد الرحمن بن الحجاج [3] عن أبي عبد الله قال : قال إبليس إذا استمكنت من ابن آدم من ثلاث لم أبال ما عمل . فإنه غير مقبول منه : إذا استكثر عمله ونسي ذنبه ودخله العجب . فا لله سبحانه لا يمكن أن يعبد حق عبادته ومهما أدّى العبد فإنه دون استحقاق مولاه . مضافا إلى أن كل العبادات إنما هي بتوفيق منه تبارك وتعالى . وبتنفيذ عن طريق الجسم والأعضاء الموهوبة منه سبحانه . وقد كان المعصومون من الأنبياء الأوصياء بل والملائكة المقربون يشعرون بضالة ما يؤدونه لله - عزّ وجلّ - من العبادة ، بالرغم من أهميتها وطول زمانها وخلوص نيتها . وفي الرواية عن الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك والأدعية
[1] المصدر : باب : 22 . حديث : 1 . [2] المصدر : حديث : 3 . [3] المصدر : حديث : 7 .
383
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 383