نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 380
يبقى الكلام في الصور الأخرى . فلا بدّ أن تتعرض له مختصرا نسبيا . الصورة الخامسة : أن يكون العمل بالمقصود الإلهي ولا يكون للقصد الآخر أثر في الإيجاد ، غير أنه موجود في شعور الفرد . وشرط الصحة في هذه الصورة متحقق وهو العمل بالقصد الإلهي ، فيكون العمل صحيحا يعني مجزيا ، إلَّا أن قبوله واستحقاق الثواب عليه يزيد بازدياد الإخلاص . ولما كان الإخلاص قليلا هنا ، كان الثواب قليلا ، بل لعله منعدم . الصورة السابعة : قصد الرياء في الجزء المستحب للعبادة . ولكن هل الجزء المستحب جزء من العبادة حقيقة أو لا . فإن قيل بجزئيته للماهية أو للفرد ، فلا بدّ من القول ببطلان العمل ، وإن لم نقل بالجزئية ، وإنما هي - يعني الأعمال المستحبة - إنما تكون سببا لكون الفرد أفضل . فالعمل صحيح . وقد يقال : أن الصحة لا تتوقف على القول بعدم الجزئية . فحتى لو قلنا بالجزئية . إلَّا أن المكلف جاء بالواجب بأجزائه الواجبة بإخلاص . فهو مجزئ من هذه الناحية . وتكون المستحبات الريائية ملحقة بالعدم ، وهو غير بعيد ، وإن كان للاحتياط فيه مجال راجح ، وتمام الكلام في محله . الصورة الثامنة : تحتوي هذه الصورة بوضوح على شرط صحة العمل . فالحكم بالصحة في محله ، مضافا إلى الروايات الواردة في هذا المجال ، والتي تنص على الصحة . منها : صحيحة زرارة [1] عن أبي جعفر - عليه السَّلام - قال : سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك . قال : لا بأس . ما من أحد إلَّا وهو يحب أن يظهر له في الناس الخير . إذا لم يكن صنع ذلك لذاك . الصورة التاسعة : تحتوي أيضا على شرط صحة العمل كل ما في الأمر أنها تحتوي على عمل خارجي بالنسبة إلى الصلاة ، لا يعتبر من واجباتها ولا
[1] الوسائل ج 1 . أبواب مقدمات العبادات . باب : 15 . حديث : 1 .
380
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 380