نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 378
والرياء من الشرك ، كما نطقت به الروايات ، ونقلنا في فصل النية من كتاب الطهارة بعضها . لأنه إشراك للمخلوق مع الخالق سبحانه في إنجاز العمل . ويقال له يوم القيامة : خذ ثوابك ممن عملت له . وهو المخلوق . ولن ينال الفرد منه شيئا . وليس له من الله أي ثواب . بل عليه ، العقاب ، ويشمله كل الأدلة التي دلَّت على عقوبات المشركين من الكتاب والسنة ، وقد نقلنا عددا منها في الفصل المشار إليه . إذ يقال : بالقياس من الشكل الأول : إن المرائي مشرك ( كما دلَّت عليه الروايات ) والمشرك عليه هذه العقوبات أو تلك ( كما دل عليه الكتاب والسنة ) ، إذن فالمرائي عليه هذه العقوبات . كل ما في الأمر أنه كلما تزايد قصد الرياء كان الشرك أكبر . فلو كان العمل لمخلوق خالصا ، أو كان هو الجزء الأكبر من القصد كان شركا صريحا . وإلَّا كان شركا خفيا . فإن للرياء مراتب عديدة بعضها فقهي نصّ عليه الفقهاء وبعضه أخلاقي . نذكر أهمها : أولا : أن يكون المقصود كله هو الناس أو قل : الآخرون . ثانيا : أن يكون المقصود الأهم هو ذلك . ثالثا : أن يكون المقصود الإلهي والقصد الآخر متساويان . رابعا : أن يكون المقصود الإلهي أهم . لكن انضمام القصد الآخر ، له دخل في الإتيان بالعمل . خامسا : أن يكون المقصود الإلهي أهم ، ولا يكون القصد الآخر دخيلا في العمل . غير أنه متحقق على أي حال . سادسا : أن يكون قصد الرياء موجودا في جزء العبادة بأحد الأشكال السابقة ، على أن يكون الجزء واجبا . سابعا : أن يقصد قصده في الجزء المستحب بأحد الأشكال الخمسة الأولى أيضا . ثامنا : أن يكون القصد الإلهي تاما ، ولكن يدخل الفرد السرور لرؤية الآخرين لعبادته .
378
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 378