نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 377
أو طول العمر ، كما وردت به الأخبار أيضا . ولا إشكال في البطلان لو جعل الفرد هذه الأمور هدفا أو داعيا ومحركا بحيالها واستقلالها . ومع البطلان فتحقق هذه الأمور لديه غير وارد . لأنها إنما تترتب على العبادة الصحيحة . نعم يمكن تبريرها بعدة تبريرات تخفض معها عبادية العبادة ، وتكون هذه الأمور من جنس الثواب الذي يعطى للعبد . كما لو صلَّى امتثالا لأمره سبحانه ، ولكنه رضي من الثواب بهذا المقدار ، أو طلب من ربّه ، أن يكون ثوابه هو ذلك ، فتصح العبادة لأنها بقصد الامتثال ، ويترتب عليها الأثر لأنها صحيحة ، ولا يستحق الفرد أكثر من هذا الثواب الذي طلبه . وهناك أمور عبادية قد يأتي الفرد بها لمجرد ترتب آثارها الوضعية ، كالدعاء للمريض بقصد الشفاء أو الصدقة بقصد دفع البلاء ونحو ذلك . ولا شك أن الدعاء والصدقة مطلوبان استحبابا . وأن قصد الامتثال فيها أفضل وعليه الثواب الأخروي . وبدونه لا يستحق الثواب ، إلَّا أن قصد الامتثال في مثل هذه الصورة يتضاءل بالأهمية تجاه الأثر المطلوب . فقد يقال : أنها لا تقع عبادة ، فلا يترتب عليها الأثر المطلوب ! . وعدم وقوعها عبادة ينبغي أن يكون مسلما . ولو كان الأثر المطلوب مرهونا بعباديتها لما حصل طبعا . كما قلنا في صلاة الليل قبل قليل . إلَّا أن الدليل أعم من ذلك . حيث يمكن أن نفهم منه ترتب الأثر ولو بدون قصد الامتثال . ولكن لا إشكال بانحصار ثوابه - لو استحقه - بهذا الأثر المطلوب . فلو طالب الفرد ربّه يوم القيامة بالثواب على هذا العمل ، لقال له : إنك أردت به الشفاء - مثلا - وقد حصل ! وليس لك ثواب آخر . فهذا كله هو الكلام في الجهة الأولى . الجهة الثانية : في معنى الرياء . الرياء هو الإتيان بالعبادة من أجل إراءة الناس كلا أو بعضا . يعني سواء كان الداعي الكامل للعبادة هو رؤية الناس أو الداعي الناقص ، فإنه كله من الرياء .
377
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 377