نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 373
سبحانه . فكيف نفهم الصفات الواردة به جلّ جلاله في كتابه الكريم . وهذا يحتاج إلى بحث مستقل ليس هنا محله ، لإيضاح أن الصفات التي نطق بها القرآن الكريم ليست من الصفات المستحيل ثبوتها به - عزّ وجلّ . فالصحيح هو أن قصد القربة هو قصد التكامل باتجاه الكمال المطلق . وهو كمال روحي أو عقلي أو نفسي . على أن لا نفهم من الكمال الروحي : التكامل فيما يسمى بالعلوم الغريبة كتسخير الجن أو استعمال الطلسمات . ولا أن نفهم من التكامل العقلي . النمو في الفهم العلمي والاجتماعي . ولا أن نفهم من التكامل النفسي تركيز الذات والأهمية في الرضا والغضب والحزن والسمعة ، وغير ذلك . بل الأمر فوق ذلك ، لا يدركه إلَّا أهله . فالصلاة معراج المؤمن إلى الدرجات العلى التي يستحقها من ربّه العظيم . ومن طرائف الفهم الفقهي للقربة ما حاوله بعض أساتذتنا من فهمها فهما اجتماعيا ، حيث قال [1] : وسبيل الله هو التعبير التجريدي عن السبيل لخدمة الإنسان . لأن كل من عمل من أجل الله فإنما هو من أجل عباد الله . لأن الله هو الغني عن عباده . فالعمل في سبيل الله ومن أجل الله هو العمل من أجل الناس ولخير الناس جميعا . وتدريب نفسي وروحي مستمر على ذلك . واستشهد بقوله تعالى * ( وما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله والْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والْوِلْدانِ ) * . ومختصر الجواب على ذلك : أولا : أن الله سبحانه وتعالى قصد من الشريعة مصلحة الناس أو سبيل الناس والمجتمع . وليس أن العبد ينبغي أن يقصد ذلك ، كما سنوضح . ثانيا : إن الفرد سواء عمل لله سبحانه أو للناس فسوف لن يفيد الله تعالى شيئا ، لأن الله تعالى غني عن العالمين . إنما يفيد ذاته فقط سواء قصد النفع الدنيوي أو الأخروي أو التكامل الروحي . كل ذلك مما يعود إلى العبد نفسه .