نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 372
وبهذا التفسير يتعين : أن يكون هو المراد ، ولكنه في عين الوقت ذو اختلافات * ( ( لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) ) * وكشاهد أيضا قال سبحانه * ( ( ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ ) ) * . ثالثا : القرب المكاني الادعائي . وهو الذي اختاره في المستمسك . وهو ناشئ من ذوق فقهي يقول : إن الله سبحانه خاطبنا بصفته إنسانا ( تنزيلا وادعاء وافتراضا ) لأننا لا نطيق الخطاب أكثر من ذلك . فكان هذا لمصلحة فهمنا . ومن هنا نص القرآن الكريم على أن الله سبحانه حب وبغض وغضب وكراهة وقرب وأمر ونهي ونحو ذلك كثير مما تمّ البرهان في الفلسفة المتعالية على استحالة أكثره على ذات الله سبحانه . وإذا تمّ هذا الوجود التنزيلي ، أمكن أن نقول فقهيا : أننا نقترب فعلا من هذا الوجود التنزيلي اقترابا حقيقيا . إلَّا أنه من المؤسف أن تلك المقدمة لا تنتج هذه النتيجة . لأن الوجود التنزيلي لله سبحانه وتعالى عما يشركون ، ليس هو الله بطبيعة الحال ، بل هو وهم من الأوهام الفقهية ، والاقتراب من هذا الوهم لا يجدى أي شيء أمامه تعالى . على أن هذا الاقتراب هل هو حقيقي أو تنزيلي أو روحي . كل ذلك غير ممكن . فالاقتراب المادي أو الحقيقي من الوجود التنزيلي لا معنى له بل حصوله قطعي العدم ومخالف للوجدان . وكذلك القرب الروحي لأن الروح إنما تقترب إلى ما يناسبها من المقامات الروحية ، لا إلى الوجود التنزيلي المفترض . وأقرب تلك الاحتمالات نسبيا ، هو الاقتراب التنزيلي إلى ذلك الوجود التنزيلي . وهذا من الغرائب لأننا احتجنا إلى افتراض ذلك الوجود لله سبحانه للحاجة إليه ، كما أشرنا ، فما الحاجة إلى افتراض القرب التنزيلي . مضافا إلى أن التنزيل والافتراض مجرد عملية ذهنية ليس لها واقع خارجي ، إذن ، فليس عندنا إلَّا افتراض القرب من دون واقع فهل يقبل بذلك صاحب المستمسك . يبقى سؤال واحد : وهو أننا بعد أن ناقشنا بالوجود التنزيلي ( الفقهي ) لله
372
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 372