نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 290
متواترة كانت مشهورة ، وحيث لا تكون متواترة ففي الأرجح أنها ليست مشهورة إلَّا صدفة ، بحيث يبقى إشكال الشبهة المصداقية قائما في أغلبها . رابعا : يمكن أن يقال بصدور النهي عن بعض القراءات على الإجمال ، ولم تكن ظروف التقية في ذلك الحين ، قابلة لأكثر من ذلك . مما يجعل الأمر مشكوكا ، وداخلا تحت التمسك بالعام في الشبهة المصداقية . منها رواية عن عمرو بن جميع [1] عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه - عليهم السَّلام - قال : قال رسول الله - صلَّى الله عليه وآله - ، تعلموا القرآن بعربيته وإياكم والنبز فيه يعني الهمز . قال الصادق - عليه السَّلام - : الهمز زيادة في القرآن إلَّا الهمز الأصلي . مثل قوله * ( أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّه الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ ) * . وقوله * ( لَكُمْ فِيها دِفْءٌ ) * . وقوله * ( فَادَّارَأْتُمْ فِيها ) * . أقول : ومن الذين يعطي الهمز المنهي إلَّا هؤلاء القراء إلَّا أن الرواية غير تامة السند . وعن أبي عبد الله - عليه السَّلام - [2] : اقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر . فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية ، لا يجوز تراقيهم . قلوبهم مقلوبة ، وقلوب من يعجبه شأنهم . وقد حملها الناس على أن هذه الرواية تنهى عن الغناء بالقرآن . ولكننا لو التفتنا إلى أن هذا الأمر لم يكن مشكلة قائمة يومئذ بل وإلى العصر الحاضر لا يوجد من يحاول أن يغني بالقرآن الكريم . وتصدي الإمام للناقش يرجّح أن يكون ضد مشكلة قائمة لا يريد الإمام - عليه السَّلام - وجودها . وليس ذلك إلَّا كثره القراءات واللعب بألفاظ القرآن . إذا تمّ ذلك ، فينبغي أن نلتفت إلى عدة أمور : الأمر الأول : إن رواياتنا متظافرة وكثيرة ، في أن الأئمة - عليهم
[1] الوسائل : ج : 4 . أبواب قراءة القرآن . باب : 30 . حديث : 1 . [2] المصدر : باب : 24 . حديث : 1 .
290
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 290