نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 246
وهو أنَّ عامة الفقهاء قد فهموا نوعا من التعارض بين هذه الروايات . إلَّا أننا قد عرفنا تنسيقها تماما . بعد أن كانت تفسر بعضها بعضا . فالأصل هو القدم الذي هو سبع الشاخص ، والذراع قدمان ، والقامة ذراع أي قدمان . فيرجع مدلول الروايات كلها إلى أنَّ وقت الظهر قدمان ، ووقت العصر بعده بقدمين : والتفصيل أكثر من هذا المقدار موكول إلى الفقه . الجهة الثالثة : في وقت صلاة المغرب : أو معنى الغروب والمغرب يتضاءل في الأفق الغربي ضوء قرص الشمس وتعلوه حمرة ، وهو على شفير الأفق . ثم يبدأ بالدخول تحت الأفق حتى يختفي تماما . وعندئذ يكون الغروب . وهو دخول آخر جزء من قرص الشمس تحت أوّل جزء من الأفق أو قل : تحت الأفق . وخلال نزول القرص في الأفق يبدأ من جهة الأفق الشرقي حدوث حمرة خفيفة تشتد بالتدريج كلَّما تزايدت زرقة السماء نتيجة الظلام . وبعد أن يتم الغروب تكون ( الحمرة المشرقية ) قد اكتملت . ثم تبدأ هذه الحمرة بالتصاعد إلى وسط السماء ، حتى تسامت الرؤوس ، وبحسب فهمي ، أنه كلَّما نزل قرص الشمس تحت الأفق تصاعدت الحمرة من هذه الجهة ، فكأنه يجرّها وراءه مع انخفاض مسافة معينة بينهما . وبعد فترة تمشي الحمرة من فوق الرؤوس إلى جانب الغرب ، ويسود وسط السماء زرقة المغرب . وتتركز الحمرة إلى جانب الغرب تماما . وتكون حمرة قاتمة نسبيّا لمدى الظلام النسبي الذي يكون عندئذ ، وكلَّما اشتد الظلام تزايد قتامها حتى تزول بحوالي ساعة بعد الغروب وتصبح ظلاما كاملا . ووقت المغرب هو أوّل وقت وجوب فريضة المغرب . فمتى يتحقق هذا الوقت ؟ هنا ، من الناحية النظرية عدة احتمالات : الاحتمال الأول : إنَّ الغروب أو ما يسمى ( سقوط القرص ) يعني دخوله تحت الأفق . كاف في وجوب الصلاة . وهذا الاحتمال عليه العامة كلهم . وقليل من فقهائنا .
246
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 246