نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 201
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 462)
لأجل بلوغه شيئا من هذه الدرجات من أجل همته في طاعة الله - عزّ وجلّ - ، حتى حصول الوفاة له . وفي التاريخ الإسلامي [1] أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله - قال للإمام الحسين - عليه السَّلام - في كلام في المنام - : حبيبي يا حسين . إنَّ أباك وأمك وأخاك قدموا عليّ وهم مشتاقون إليك وإن لك في الجنان لدرجات لن تنالها إلَّا بالشهادة . فجعل الحسين - عليه السَّلام - في منامه ينظر إلى جده ، ويتضرع إليه ويقول : يا جدّاه لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا فخذني إليك وأدخلني معك في قبرك . فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه وآله - : يا بني لا بدّ لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة . وما قد كتب الله لك فيها من الثواب العظيم . فإنك وأباك وأخاك وعمّك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنة . أقول : عمّه هو جعفر بن أبي طالب - رضوان الله عليه - وعم أبيه هو حمزة بن عبد المطلب - رضوان الله - عليه ومن سعادتهما بلا شك أن يحشرا مع الأئمة المعصومين - عليهم السَّلام - كأمير المؤمنين - عليه السَّلام - والحسن والحسين - سلام الله عليهم أجمعين . وسيّد الشهداء ، لقب تشريف عظيم يطلق على ثلاثة ، كلهم عظماء نالوا الشهادة في صدر الإسلام . فأولهم : في نيل الشهادة حمزة سيّد الشهداء وأسد الله ورسوله - الذي قتل في جيش رسول الله - صلَّى الله عليه وآله - في غزوة أحد . وثانيهم : في الترتيب التاريخي أمير المؤمنين وسيّد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - وقد ورد في الدعاء [2] : السَّلام عليك يا سيّد الشهداء . وأحرى به أن يكون كذلك ، لعظمة ذاته : بل هو أولى من الاثنين الأخيرين الملقبين بهذا اللقب الجليل . لأنه خير منهما ، وأعظم منزلة ، وأعلى درجة عند الله بلا إشكال . بل هو إمامهما
[1] أنظر : مقتل الحسين للسيد محمد تقي بحر العلوم ص 164 . [2] أنظر : مفاتيح الجنان . ص 375 .
201
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 201