responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 200


* ( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) * . قال أبو منصور :
والشهادة تكون للأفضل فالأفضل من الأمة . فأفضلهم من قتل في سبيل الله .
4 - وقيل : لأنه حيٌّ لم يمت ، كأنه شاهد أي حاضر .
5 - وقيل : لأن ملائكة الرحمة تشهده أي تحضره .
6 - وقيل : لقيامه بشهادة الحق في أمر الله حتى قتل .
7 - وقيل : لأنه يشهد ما أعد الله له من الكرامة بالقتل . وقيل غير ذلك ، فهو فعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول ، على اختلاف التأويل .
قال أبو منصور : ثم يتلوهم في الفضل من عدة رسول الله - صلَّى الله عليه وآله - شهيدا . فإنه قال : المبطون شهيد ، والمطعون شهيد قال :
ومنهم أن تموت المرأة بجمع .
ودلّ خبر عمر بن الخطاب : أن من أنكر منكرا وأقام حقّا ولم يخف في الله لومة لائم أنه من جملة الشهداء .
الكسائي : الشهيد في الأصل من قتل مجاهدا في سبيل الله . ثم اتسع فيه فأطلق على من سماه النبي - صلَّى الله عليه وآله - شهيدا ، من المبطون ، والغرق ، والحرق ، وصاحب الهدم ، وذات الجنب وغيرهم .
أقول : يستفاد من السنة الشريفة بهذا الصدد أنَّ هذه الشهادة تحدث لأحد أمرين :
الأمر الأول : القيام بوظيفة شرعية ضرورية ، واجبة أو مستحبة ، وحصول الموت بسببها ، كالذي قتل في سبيل ماله وعرضه . ومن قتل لأنه قال كلمة الحق تجاه سلطان جائر .
الأمر الثاني : الموت مع حصول قدر داهم ، لا بدّ للفرد في ردّه .
كالغرق والحرق والهدم ، وبعض أنواع المرض المؤدي إلى الوفاة ، بل جميعها ، ما لم يكن من الفرد تسامح في إيجادها أو استمرارها .
وأعظم أنواع الشهادة عند العارفين ، هو أن يصبح الفرد شاهدا أو مشاهدا لدرجات الرحمات الخاصة العليا المعدّة عند الله سبحانه لأوليائه والخاصة من خلقه . ولعل المقتول في سبيل الله تعالى ، إنما سمِّي بذلك

200

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست