responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 18


لوضوح أخذهم اللفظ المعرَّف في اللفظ المعرِّف . فيقال عندئذٍ : إنَّ الفرد إمَّا أن يكون عالماً بالمعنى قبل هذا التعريف أو لا . فإن كان عالماً به استغنى عن التعريف . وإن لم يكن عالماً به - كما هو المفروض - لم يفد شيئاً جديداً لتكرر المفهوم نفسه في التعريف . كما يقول الشاعر : وفسّر الماء بعد الجهد بالماء .
وهذا الإشكال لا مناص منه من الناحية المنطقية . إلَّا أنَّ الذي يهوّن الخطب أنَّ اللغويين لا يتكلمون بلغة المنطق لإيجاد الحدّ والرسم ، وإنما لمجرد التفهم وهو حاصل .
وبتعبير أدق : إنَّهم يحوّلون القاري على مفهوم ارتكازي عقلي ، موجود لديه سلفاً ، ناشئ من الارتكازات والاستعمالات اللغوية . كلّ ما في الأمر أنَّ اللغوي وظيفته جعل القاري يلتفت إليه وتذكيره به . حتى وإن كان بالطريقة الخاطئة منطقيّاً . ومعه فاللازم هو الرجوع إلى الوجدان اللغوي لنجد أيَّا من المعاني هي التي أشار إليها اللغويون في محل كلامنا الحالي .
لا شك أنَّ ما أعطوه من معانٍ للجهد مختلفة اختلافاً واضحاً . لأن بين بذل الطاقة والوسع من ناحية ، وبين بلوغ الغاية من ناحية أخرى . عموماً وخصوصاً من وجه ، لأنَّ بذل الطاقة قد يحصل حتى من دون حصول الغاية ، كما أن الغاية قد تحصل بدون بذل أقصى الطاقة . كما أن بذل الطاقة قد يحصّل الغاية . إلَّا أنَّ الذي يبدو للنظر هو : أنَّ المفهوم الارتكازي المشار إليه لغويّاً هو مرور الفرد بشيء من الصعوبة . وهذه الصعوبة قد تكون اختياريَّة وقد لا تكون ، كما أنها قد تكون بالغة إلى حدّ الغاية وقد لا تكون .
فالجهد غير الاختياري هو الناشئ من الفقر ، أو المرض . والمهم وجود الصعوبة من هذه الناحية سواء كانت قد بلغت أقصى الغاية أم لا . وهذا واضح في الارتكازات اللغوية ، وإن كان على خلاف نص اللغويين سابقاً لوضوح : أننا نقول : جهده المرض . سواء كان إجهاداً عالياً جدّاً أو إجهاداً قليلًا .
والجهد الاختياري : هو بذل القول والعمل للحصول على غاية معينة مطلوبة ، ونريد من الغاية ، الهدف أو العلة الغائية . وإن كان من المحتمل من

18

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست