responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 174


ثالثا : أنَّ هذا المعنى خلاف سياق الآية الكريمة . إذا قارنّا هذه الفقرة بالفقرات المتقدمة ، في جانب الغسل ، فكما أنَّ للوجه واليدين مغسولان ، فكذلك الرأس والرجلين ممسوحان . وهذا واضح من السياق .
وإذا لم يتم هذا الوجه تبقى لنا الوجوه السابقة ، ويبقى وضوح الآية الكريمة والرواية الشريفة قائما .
الجهة الثانية : قوله تعالى * ( وأَرْجُلَكُمْ ) * .
حيث قرأت بالخفض والنصب معا [1] . وكلاهما قراءة جائزة فقهيّا . فإن قرأناها بالخفض ، فهي معطوفة لا محالة على * ( بِرُؤُسِكُمْ ) * ، فيكون حكمها نحويّا هو الجر وفقهيّا هو المسح .
ونقل في ( الميزان ) [2] : القول بأنَّ الجر للاتباع . قال : وهو خطأ . فإن الاتباع على ما ذكورة لغة رديئة لا يحمل عليها كلام الله تعالى . على أن الأتباع - كما قيل - إنما ثبت فيما ثبت في صورة اتصال التابع والمتبوع ، كما قيل في قولهم : حجر ضب خرب ، بجر الخرب اتباعا لا في مثل المورد ممّا يفصل العاطف بين الكلمتين .
أقول : وهذا القول صحيح منه - قدس سرّه - تماما .
وأما إذا قرأناها بالنصب ، فقيها احتمالان :
الاحتمال الأول : أنها معطوفة على قوله * ( وُجُوهَكُمْ ) * . بالرغم من البعد بين الكلمتين بمقدار حوالي سطر .
الاحتمال الثاني : أنها معطوفة على قوله * ( بِرُؤُسِكُمْ ) * . لأنَّ المسح يأتي متعدّيا بدون الحرف ، فيقال : امسحوا رؤسكم . فتكون الكلمة منصوبة ، وإذا دخلت الباء كانت زائدة ، فجرت اللفظ وبقي المحل منصوبا ، فتكون الكلمة اللاحقة للحرف العاطف معطوفة على المحل وهو النصب .



[1] قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة * ( وأَرْجُلَكُمْ بالخفض . والأعمش عن أبي بكر بالنصب مثل حفص . وقرأ يعقوب والكسائي ونافع وابن عامر * ( وأَرْجُلَكُمْ نصبا . وهي قراءة ابن عباس . ( لسان العرب . مادة كعب ) .
[2] ج 6 . ص 222 .

174

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست