responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 173


فدلّ ذلك . يعني السياق ، على التبعيض هنا والاستيعاب هناك .
وهذا أحد وجوه فهم الرواية ، وهي قابلة للعمل على وجوه أخرى ممَّا سبق أو يأتي ، وهي صادقة وواضحة بكل صورة .
الوجه الرابع : أن تكون الباء للإلصاق . وهي من معانيها لغة ، كقولنا مررت بزيد . فالمراد أنَّ المسح يلتصق بالرأس . وأمَّا التبعيض ، فيستفاد ممَّا ذكرناه في الوجهين الثاني والثالث .
الوجه الخامس : ما احتمله السيِّد الأستاذ [1] ، من أنَّ الماسح حقيقة وإن كان هو اليد والممسوح هو الرأس غير أنَّ وجود الباء يدلنا على العكس . لأنَّ الرأس أصبح آلة وسببا لمسح اليد ، يعني ما فيها من رطوبة . نظير المسح بالحائط . فإن معناه أنَّ الحائط قد صار سببا لمسح اليد يعني لما فيها من أوساخ أو غيرها .
وأضاف : أنه إذا صار الماسح هو الرأس يتعين أن يكون المسح ببعضه لا بتمامه . كما هو الحال في المثال المتقدم . فإنَّ المسح لا يكون بكل الحائط ، ولا تتوقف صحة التعبير على ذلك . فكذلك الحال في الرأس .
إلَّا أنَّ هذه الاستفادة وإن كانت طريفة إلَّا أنها لا تخلوا من بعض المناقشات :
أولا : أنَّ الجزء الماسح عرفا هو المتحرك ، والجزء الممسوح هو الثابت ، فالحائط ثابت واليد متحركة ، والرأس ثابت واليد متحركة . فتكون اليد ماسحة والرأس والحائط ممسوحان .
ولا يتعين في هذا المثال أن يكون الحائط ماسحا ، وإنما قد تستعمل الباء هنا للتبعيض أو الإلصاق أو نحوها ويصح به التعبير .
ثانيا : أنَّ الآية لم تشر - كما أشرنا - إلى الجزء الماسح ما هو ، هل هو اليد أو غيره . وإذا كان شيئا آخر غير اليد فقد لا يصدق عرفا أنَّ الرأس هو الماسح . كمسح الرأس بالحائط . فإننا لو تابعنا هذه الفكرة لوجدنا الحائط ماسحا والرأس ممسوحا . وكذلك في مثل مسحه بالثوب أو بالقماش .



[1] التنقيح : ج 4 . ص 142 .

173

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست