نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 138
* ( مِنْ قَوْمِ مُوسى ) * [1] . ولئن كانت هذه الآية خاصة به ، فهناك آية عامة لكلّ أحد . قال جلَّ جلاله * ( ثُمَّ إِذا خَوَّلْناه نِعْمَةً مِنَّا قالَ : إِنَّما أُوتِيتُه عَلى عِلْمٍ ) * [2] . وكذلك الهداية منسوبة إلى الله سبحانه قال تعالى * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) * [3] . والآيات الناطقة بذلك عديدة . إلَّا أننا ننسبه إلى أنفسنا . وفي الكتاب الكريم ما يدل على ذلك قال تعالى * ( لَه أَصْحابٌ يَدْعُونَه إِلَى الْهُدَى ائْتِنا ) * [4] . وكذلك الشفاء من المرض منسوب إلى الله سبحانه . قال تعالى : * ( وإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) * [5] . وإخراج الزرع منسوب إليه سبحانه . قال تعالى * ( أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَه أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) * [6] . وكذلك قيادة السفن - الشراعية منها على الأقل - منسوب إليه سبحانه قال سبحانه * ( رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِه ) * [7] . وغير هذه من الآيات . وكذلك فإن الأنعام ، تعتبر من نعم الله المنسوبة إليه مباشرة . قال تعالى * ( الله الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها ومِنْها تَأْكُلُونَ ) * [8] . وغير هذه من الآيات . ومع ذلك ، فإنَّ هذه الأشياء كلَّها ، ممّا ننسبها إلى أسبابها بكلِّ وضوح ، وبدون أي تأمل . فالشفاء من الدواء . والزرع من الزارع وهو الفلاح . والسفن نحن نصنعها ونسير بها . والأنعام نحن نولدها ونربيها ونستفيد منها . ولا حاجة في هذا الوجدان الواضح إلى الاستشهاد بآية أو رواية . وهو في واقعة من أشكال الشرك الخفي . سابعا : من أشكال الشرك الخفي . الرياء . وفيه وردت السنة . منها : ما روي عن زرارة وحمران [9] عن أبي جعفر - عليه السَّلام - قال : لو أن عبدا عمل عملا يطلب به وجه الله . والدار الآخرة وأدخل فيه رضا أحد من الناس ،