responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 136


ويحتمل في طاعة الجن عدة احتمالات :
منها : أن يراد من الجن : الشياطين ، لأنهم من جنسهم . وطاعة الشيطان موجودة بين البشر وإن كانت طاعة الجن غريبة .
ومنها : أن يكون عدد من الجن مساعدين فعلا للشياطين . ويعملون عملهم .
ومنها : أن يكون عدد من الناس يرون فعلا الجن ويطيعونهم في تصرفاتهم . لا أقل من حصول ذلك في بعض الأجيال أو بعض الأماكن .
رابعا : الشرك الخفي بطاعة رجال الدين المنحرفين الذين يأمرون الناس بالعصيان ويوجهون الجهلاء في الطريق الخطأ . قال تعالى * ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ورُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ الله ) * [1] . وجاء في الخبر حول الآية عن أبي بصير [2] عن أبي عبد الله - عليه السَّلام - والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم . ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم . ولكن أحلَّوا لهم حراما وحرَّموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون .
خامسا : اتخاذ بعض المخلوقات الصالحة أربابا من دون الله سبحانه وتعالى كما قال سبحانه * ( ولا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ والنَّبِيِّينَ أَرْباباً ) * من دون الله ! * ( أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) * [3] ؟ . وقوله : من دون الله ! لا يراد به الاعتقاد بالتعطيل والإلحاد في الله - عزّ وجلّ . لندرة من يقول بذلك . بل لا يوجد من ذلك أحد وإنما يعتقدون بذلك مع اعتقادهم با لله - عزّ وجلّ . كل ما في الأمر أنهم يعتقدون أن الخلق والرزق والموت والحياة بيد الملائكة ، أو بيد الأنبياء ، أو بيد الأولياء . ويطيعونهم بغض النظر عن طاعة الله . فيكون هذا من الشرك الخفي .
والظاهر أنَّ القدماء الذين كانوا يؤمنون بتعدّد الآلهة ، إنما يعنون بهم الملائكة ، ويرون أن هناك إلها مسيطرا على كل أولئك الآلهة . نعم ، نراهم يعطون لآلهتهم أوصاف البشر كالغضب والجنس والطمع . بل والزواج



[1] التوبة : 31 .
[2] تفسير الميزان ج 9 . ص : 254 .
[3] آل عمران : 80 .

136

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست