نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 134
فهم في مصطلح المتشرعة من ( أهل الكتاب ) . وهناك من يقول بطهارة أهل الكتاب وهو الصحيح ، بالرغم من إجماعهم على نجاسة المشركين [1] . وبهذا الإجماع تكون جميع أقسام المعتقدات السابقة ، داخلة تحت حكم النجاسة . وربما يستدل له بقوله تعالى * ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا ) * . إلَّا أنَّ الصحيح اختصاص المراد بالآية بالنجاسة المعنوية ، دون النجاسة الحكمية المبحوث عنها فقهيّا ، وليس الآن محل بحث ذلك . ولعل فيما يأتي ما يلقي بعض الضوء عليه . وإذا تجاوزنا الشرك الصريح ، وصلنا إلى الشرك الخفي ، المشار إليه بقوله تعالى * ( وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ ) * . وما ورد من أن الشرك : أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظماء . ونحو ذلك من النصوص . وهناك ما يسمى بشرك الطاعة ، وهو بذل الطاعة لغير الله سبحانه . وقد ورد فيه خبر . وهو أمر صحيح ، إلَّا أنه لولا الاعتقاد بالمطاع لما حصلت الإطاعة . إذن فالشرك الخفي يتضمن ، لا محالة ، شكلا من أشكال الاعتقاد والاهتمام . وإن لم يكن مشابها تماما للعبادة التي يؤديها المؤمنون لرب العالمين . ولا يمكننا بهذا الصدد أن نذكر جميع أقسام الشرك الخفي . لأنَّ بعضه لا يدركه إلَّا الخاصة الأقلون من البشر ، والراسخون في العلم ، كما أنه ليس له نتيجة من الناحية الفقهية لوضوح طهارة كلّ هؤلاء المشركين بالشرك الخفي ، فيكون الإتيان على أقسامهم لمجرد الاطلاع مع التسبيب إلى شيء من الموعظة . ونحن ذاكرون فيما يلي الأقسام الواضحة للشرك الخفي ، مع الإعراض عن الأقسام الأخرى : أولا : الشرك بطاعة الشيطان ، كما قال الله - عزّ وجلّ - :
[1] ومن الطريف أنَّ الفقهاء بالرغم من أنهم يعتبرونهم مندرجين في الشرك ، إلَّا أنهم لا يعطونهم صفة الشرك الصريح أو الخفي . مع أنه لا بدّ من أحد القسمين . والظاهر اندراجهم في الصريح ، إلَّا أن تشريفهم ذاك ، دفعهم عن مستوي التصريح ضدهم .
134
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 134