نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 105
النقطة الثانية : أنَّ هذه التقية هي المصطلح المشهور بين فقهائنا على العموم . فهم لا يعنون منها غير هذا المعنى بالذات . ولكننا بعد أن نعرف أنَّ التقية إنما تعني مجرد الحذر من أي ضرر ، كان الاقتصار على هذا القسم منها ، اقتصاراً على القليل من الكثير . ولكنه صحيح في نفسه إلَّا أنَّ إضافة الأقسام الأخرى إليه أكثر من ضروري . ثامناً : دفع الضرر الوارد من المغايرين في الدين . تاسعاً : دفع الضرر الوارد من المغايرين في المذهب الاجتماعي دينياً كان أو دنيوياً . عاشراً : دفع الضرر الوارد من المتسلطين بأقسامهم الأخيرة السابقة ، فراجع . وفي كلها تكون التقية فيها ضرورية دنيوياً وواجبة دينيّاً . حادي عشر : دفع الضرر العالمي الناتج من الاستعمار والصهيونية . ثاني عشر : كتم الأسرار الإلهية التي تكون فوق تحمل العامة من البشر . وقد نصّ سيدنا الأستاذ على وجوبه . وممّا ينسب إلى الإمام زين العابدين - عليه السَّلام - : < شعر > يا رب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممّن يعبد الوثنا ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حسنا < / شعر > وفي ذلك ورد عن المعلى بن خنيس قال : قال أبو عبد الله - عليه السَّلام - : يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه . فإنه من كتم أمرنا ولا يذيعه أعزّه الله في الدنيا ، وجعله نوراً بين عينيه يقوده إلى الجنة . يا معلى ، إنَّ التقية ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له . يا معلى ، إنَّ الله يحب أن يعبد في السرِّ كما يحب أن يعبد في العلانية . والمذيع لأمرنا كالجاحد له . وعن هذه النتائج ودفع الإضرار وردت عدة نصوص : عن جميل بن صالح [1] عن أبي عبد الله - عليه السَّلام - قال : إنَّ أبي كان يقول : أي شيء أقرّ للعين من التقية . إنَّ التقية جنة المؤمن . وعن
[1] الوسائل 11 . أبواب الأمر والنهي . باب : 24 . الحديث : 24 .
105
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 105